قناة المملكة … شتان بين الهفوة والخيانة
15-04-2024 08:08 PM
في ساعات الليل المتأخرة من يوم السبت الماضي ، وبعد إعلان وقف حركة الطيران المدني في الأردن وتأجيل الرحلات ، بكل بساطة ومع سماع أصوات طيران سلاح الجوّ الملكيّ في سماء الأردنّ ، ودويّ أصوات المسيّرات والصواريخ الإيرانية ، لم تك تلك الليلة مسرحيّة بالنّسبة للأردنيين والشظايا تتناثر هنا وهناك ، على عكس واقع هذه الضربة المزعومة ، وحتّى الوقت لم نسمع او نشاهد قطرة لدماء عصفور على زجاج المستوطنات هناك .
بعيداً عن هذه الحقائق التي نؤمن بها ونميّز بين الغث من السمين ، ونعرف إنها صفقة بعد الصفعة لرد ماء الوجه !
كان الأردنيين حينها بحالة ترقّب الى ما تفضي اليه هذه المرحلة ، ومن الطبيعي وصفها بالأزمة المؤقتة ، ودعم الأردنيين القرار السياسي والأمني آنذاك ، رافقت تلك الساعات حالة من تدفق المعلومات على السوشيال ميديا والقنوات الإعلاميّة ، في وسط هذا التوقيت يكمن الأمر بضرورة إدارة الأزمة إعلامياً من خلال القنوات الرسمية ، التي تضبط بتواجدها " صحافة المواطن " ، وسير تدفق المعلومات الذي يضمن بناء حالة من الوعي وعدم التهافت والإنجرار وراء ما هو غير مؤكد .
في ذلك اليوم أعلنت قناة المملكة خبراً يفيد بإعلان رفع حالة الطوارئ ، وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة لا صحة لوجود إعلان لحالة الطوارئ في محافظات المللكة.
حقيقة ان ما صدر من قناة المملكة هفوة بالوصف ، أشبه بالخطأ اللغوي ، ولو أمعنا بأحداث يوم نشر الخبر ، لوجدنا تفاصيلاً طارئة إستوجبت وقف حركة الطيران والتعامل بحزم ووعي تام ، للتعامل مع هذه المرحلة .
بعد إعلان الشكوى ضد قناة المملكة اليوم ، وإحالتها للنائب العام ، نسينا المشكلات التي يتعرض لها المجتمع من خلال بث المعلومات الغير مسنودة أو موثوقة ، وإنتشار الصفحات الإخبارية الشخصيّة التي تدس السم والفتنة ، أما عن قناة المملكة لم تخطئ حين تعتبر الأردن مبتدأ وهي الخبر ، ولم تقصّر طوال السنوات الماضية ، لا بأفراح الوطن ولا بأحزانه وأزماته ، لم نجد إجماع رأي عام لمرة واحدة لشكرها وطاقمها وإدارتها على ما قدمت حباً ، لكنّ الغريب تهكّم البعض اليوم على إحالتها .
قناة المملكة مكسباً للوطن بريادتها ونشاطها الإعلامي المنفرد ، وإدارتها ، وطواقمها المميزة ، وأعمالها القريبة من قلب الأردنّ النّابض ، الذي يعرف طريق الحق والأردنيين جميعاً ، وهذا المنحنى لن يغيّر من بوصلتها شيء تجاه الوطن ورسالتها ، شتّان بين الهفوة والخيانة .