الانتفاضة الأم للانتفاضة العربية
راكان المجالي
04-04-2011 02:12 PM
من الاسئلة التي تتكرر تعليقا على المقالات التي تكتب حول تواصل مخاض الثورات والانتفاضات العربية سؤال: متى ثورة فلسطين الشعبية الشاملة والجماعية لاسقاط الاحتلال والنظام العنصري الصهيوني؟! وقد يكون الجواب هو ان الشعب الفلسطيني لم يتوقف عند رفض ومقاومة الطغيان والمؤامرة اليهودية وسرقة حياته ومصادرة حقوقه وان هذا الشعب يناهض المشروع الصهيوني منذ قرن وبشكل متصل هذا هو الجواب في عموميته اما مقاربة الانفجار الحالي الذي يعم كافة اقطار الوطن العربي ومقارنتها بالحالة الفلسطينية فان الانصاف يقتضي ان نشير الى ان الانتفاضة الفلسطينية في العام 1987 والتي سميت انتفاضة اطفال الحجارة كانت هي ام كل هذه الثورات وبدايتها التي تعم الوطن العربي اليوم وكانت حينها ثورة معمقة فيما يخص حقوق المواطنة والكرامة والحرية والوجود التي بدأت بتونس ومصر بشكل سلمي وامتدت الى اليمن وليبيا التي يدافع شعبها بكل قواه بالسلاح وبكل الوسائل لانقاذ ليبيا من كابوس القذافي.
الانتفاضة الفلسطينية 1987 الاولى كانت هي مقدمة لكل الانتفاضات العربية، وهي انتفاضة ستجدد في فلسطين رغم المأزق الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بعد ان تحولت السلطة الوطنية الفلسطينية الى الدرع الواقي لاسرائيل، وباتت قفازا في يد اسرائيل وانحصر خيار الشعب الفلسطيني في الحرب ضد القفاز وليس ضد قبضة الاحتلال الحديدية وبات قدر الشعب الفلسطيني ان يحارب درع السلطة ولي الجهة التي تحتمي وراء هذا الدرع وهي سلطة الاحتلال.
غواية السلطة والصراع عليها في فلسطين باتت مع الاسف اولوية القيادات الفلسطينية التي تقوم بهذا الدور النجس وبكل خبث تبدلت حقيقة الاحتلال الاستيطاني لتصبح القضية خلافا على اراض بين سلطتين وهو خلاف يدور في حلقة مفرغة ولا يشكل اي ضغط على اسرائيل التي اصبحت في نظر العالم دولة تفاوض على تنظيم الاحتلال بينها وبين السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتبعا لذلك فان الحالة الشعبية الفلسطينية التي اختزلت اعلان الدولة الفلسطينية واندفاعة منظمة التحرير الفلسطينية نحو التواصل الى تسوية سياسية وصولا الى اوسلو الذي تشكل عازلا ازاح عن اسرائيل استحقاق مواجهة ارادة الشعب الفلسطيني الجماعية التي زعزعت الاحتلال الاسرائيلي ابتداء من انطلاقة الانتفاضة الجماهيرية في العام 1987 والتي كانت مقدمة حتمية لزوال لغة الاحتلال والتي كانت تلقى ادانة عالمية شاملة تعاطفا مع دفاع شعب عن وجوده وعن ارضه وعن ابسط حقوقه، هذا الشعب تعرض الى خديعة كبيرة بتشكيل سلطة فصلت بين الفلسطيني وعدوه المحتل لارضه ومصادرة حقوقه.
هذه الثورة الفلسطينية التي سبقت الثورات العربية الراهنة بما يقارب ربع قرن هي الثورة الام التي تلد من رحمها كل الثورات والانتفاضات والتي تحمل في اول ابعادها نصرة فلسطين والانحياز لها عبر محاربة التبعية والاستبداد والفساد وكلها معوقات للانسان العربي امام استعادة دوره لنصرة فلسطين وتحريرها.. وهكذا فان اسقاط صيغة اوسلو الخبيثة وسلطته واية سلطة اخرى عازلة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال هي البداية ولو انها ليست هي الهدف ولكنها العائق امام الوصول للهدف .
الدستور.