شدني كلام وزير النقل المصري عاطف عبد الرحمن على غداء العمل الذي اقامته الجمعية العمومية لشركة الجسر العربي للملاحة في فندق سميراميس في القاهرة حين قال «إنه بعد معرفته حجم الأموال المنهوبة والمحولة يستغرب كيف يعيش الشعب المصري الآن، كاشفاً أنه لم تكن هناك موازنات للوزارات في الدولة وإنما صناديق يتحكم فيها متنفذون يوزعون المال حيث تخدم مصالحهم وحيث تستفيد شرائح وفئات محددة»..

كان الوزير يتكلم في القاعة وفي الخارج كانت الهتافات تتعالى من ميدان التحرير تطالب بمحاسبة من استولوا على أموال الشعب بدون وجه حق واستعادة الأموال..وهو ما تطالب به الصحافة المصرية على اختلاف ألوانها بعد ان استدارت بزاوية (180) درجة..بما في ذلك ما كان يسمى الصحف القومية..

كنت أتابع وقائع الاجتماع الذي حضره وزراء النقل من العراق (هادي العامري) ومن الأردن (المهندس مهند القضاة) ومن مصر (عاطف عبد الرحمن)..

فندق سميراميس الذي لا تزيد نسبة الأشغال فيه عن 15% كان هادئاً بما يكفي لأتابع في متابعة النقاش فقد قدم المدير العام لشركة الجسر العربي المهندس حسين الصعوب عرضاً رائعاً أنصت الوزراء الثلاثة اليه ونال اعجابهم وحتى تعليقاتهم حين قال الوزير عاطف عبد الرحمن وزير النقل المصري..»لم أكن أعتقد أن الإدارة الأردنية في هذا القطاع قد نجحت إلى هذا المستوى النموذجي في دفع العمل العربي المشترك للأمام وتحقيق النتائج المادية الملموسة على هذا القدر من الإنجاز رغم صعوبة الظرف الاقليمي والدولي وهو نفس الانطباع الذي عبر عنه الوزير العراقي «هادي العامري» الذي أعاد السبب لما ظل يتمتع به الأردن من استقرار ومؤسسية..

في الساعة التي جرى فيها العرض على الشاشة نفرت أرقام جديدة استطاعت أن تحافظ على اندفاعها وزخمها رغم الظروف الدولية والاقليمية الصعبة أثر الأزمة الاقتصادية العالمية التي اتخذتها جهات فاشلة ذريعة لها في حين ظلت قدرات الجسر العربي تعبر عن نفسها وتواصل الإنجاز..لقد كانت الجملة تستحق التصفيق حين قال المهندس الصعوب «ان شركة الجسر العربي للملاحة واصلت مسيرة ادائها التي بدأت قبل (22) سنة بكل ثقة واقتدار وتمكنت من تحقيق نتائج ايجابية في ظل بيئة أعمال متغيرة ومعقدة من خلال التزاماتها بالمبادىء التي تأسست عليها ومكنتها من استمرار التفوق على المستوى الاقليمي» ..

وزيرنا «مهند القضاة» كان فخوراً بالنتائج وتعليقات زملائه الوزراء المصري والعراقي حين جاء في الأرقام أن إيرادات 2010 قد ارتفعت من 70.8 مليون دولار عام 2009 إلى 77.9 مليون دولار عام 2010 وبزيادة 10% فكان ان تحقق ربح وصل إلى 17.3 مليون دولار..

رغم كل العوامل السلبية المحبطة في الاقليم والمنطقة وانخفاض عدد المسافرين على خط العقبة نويبع بنسبة 8% عن العام السابق وزيادة كلفة المحروقات والعمولات والايجارات على خطوط الشركة ورغم انخفاض أسعار التذاكر بنسبة 35% وانخفاض سعر الجنيه المصري مقابل الدولار بنسبة وصلت 7% الآن..رغم كل ذلك أمسكت الإدارة على المكاسب وعظمتها وقدمت النموذج اذا ارتفعت حقوق الملكية للدول المساهمة بنسبة 11% إلى أن وصلت إلى 117.140 مليون دولار مقارنة مع 74.15 مليون عام 2006 اذ بدأت الشركة برأسمال قدره 6 مليون دولار فقط عام 1985..

الوزير العراقي لفت الإنتباه إلى ضرورة التعاون العربي في هذا المجال في حين تحدث المهندس مهند القضاة عن التفاعلات الايجابية للشركة وما أحدثته من دور في دفع عجلة الاقتصاد في المشرق والمغرب العربي باعتبارها أكبر ناقل بحري في منطقة البحر الأحمر..ودورها في نقل العمالة والمسافرين والسياح والبضائع.. جملة الأرباح التي تحققت من التأسيس زادت عن 223 مليون دولار وزعت على الدول الثلاث بالتساوي..وكانت مصر أكثر المحتفين بالنتائج في عهدها الجديد!!

alhattabsultan@gmail.com
الراي.