facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إبرة حياة ايرانية


فيصل سلايطة
14-04-2024 06:49 PM

تكاد أن تكون ايران هي الدولة الوحيدة بين دول العالم اجمع ، التي تُنذر عدوّها قبل أن تضربه ، فحتى الفعل الذي تردّ طهران عليه اليوم عبر مسيّراتها ، و هو قصف اسرائيل لسفارتها في دمشق ، كان عملا اسرائيليّا مفاجئا دونما سابق انذار !

"حنّية " ايران جعلت اسرائيل في وضع مريح جدا ، تنتظر بكل برود ردّا ايرانيا "مزلزلا" كما وصفته طهران ، كان بكل بساطة كالفتّاش الذي اعتدنا على اشعاله ايام الطفولة.

طهران تريد من خلال هذه المسرحية لملمة القليل من صورتها التي ضاعت مع بدء اجتياح غزة ، فسنوات طويلة و عقود من الوعيد و التهديد بتدمير اسرائيل إن ضربت غزة تلاشت مع بدء حرب ضارية ضد القطاع راح ضحيتها الالآلف لم تحرّك طهران من أراضيها صاروخا واحدا ، لتثبت بشكل صريح أن فلسطين ليست من أولوياتها ،أمّا عندما ضرب الكيان الاسرائيلي قنصليتها في دمشق، سعت بكل جهدها لهذا الرد الهوليودي ، فهل ستتحرّر فلسطين عبر قطعة من الحديد تحتاج ساعات للوصول لتل أبيب؟

أين تلك القطع العسكرية التي نظّمت لها طهران العروض العسكرية؟ أين الطائرات الحربية و المقاتلات؟

الأردن لم يَغِب عن ردّ ايران ، فطهران التي لا تخطّط إلا بمكر ، أرادت من مسيّراتها أن تمرّ من سماء الأردن دون حساب للسيادة الاردنية ، و عمّان عليها من وجهة نظر موالي ايران أن تصمت و تدع تلك الخردة تمرّ ، فإن دافع الأردن عن سيادته و أراضيه فهذا يعني الخيانة لفلسطين و إن سقطت خردة ايران فوق الاردنيين حتى تخرج فئة تهاجم الجيش و سلاح الجو بذريعة التقصير ، فايران التي قضمت بغداد و بيروت و دمشق كانت تستطيع أن تستغل هذه المنطقة و تضرب اسرائيل من خلالها ، لكنّها فضّلت سماء الأردن لعلمها المسبق بتلك الفئة التي تشيطن كل الاحتمالات المطروحة للتعامل مع الحدث ، فبلاد فارس تريد حشد الجمهور و الساحات و الشوارع ضد الاردن بحجة الدفاع عن الكيان ، و كأن الصواريخ الايرانية مضمونة الصنع .

لماذا لم تطلق اسرابا نحو حزب الله و تنطلق منه لضرب الكيان؟

لماذا بعثت بطائرات بسيطة و فضّلت عبور سماء الاردن وصولا لاسرائيل ، ضاربة بعرض الحائط سيادة الدول و حقها في حفظ أمنها؟

ايران ارادت خلط عدة أوراق بهذا العرض ، ولا نستبعد ردّا أقوى من اسرائيل هذه المرّة ، لكنّ ما فعلته ايران لا يمكن وصفه إلّا بإبرة حياة فارسية لاسرائيل ، فماذا تريد اسرائيل أكثر من ظاهرة أو حدث يوقف مظاهراتها؟ حدث يصرف النظر عن غزة؟

حدث يعيد لها الدعم الغربيّ بسخاء؟
طائرة مسيّرة واحدة من الكيان الصهيوني ، قتلت قتلت سليماني و المهندس و آخرين ، طائرة واحدة قتل محمد رضا زاهدي و خمسة آخرين ، فماذا فعلت مئات الطائرات الايرانية؟ التي نبّهت طهران تل أبيب بها قبل اطلاقها...لا شيء .

ما يُهمّنا نحن كأردنيين ، هو أن نعي أن لهذا البلد سيادة ، أن الأردن لا يُضحّي بأرواح أبناءه فداء لمسرحيات عبثية ، أن سيادة الأردن فوق الجميع ، فوق كل المصالح و الاحداث و النزاعات ، و لمن يريد الأردن مائعا بلا هوية ، فليذهب لتلك الدول التي ضاعت بسبب تهاونها و أصبحت عواصم مرهونة لطهران.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :