الألقاب الفخرية .. شهادات للبيع
د. مالك القصاص
13-04-2024 11:31 AM
انتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة منح الدكتوراة الفخرية بشكل يثير التساؤلات والاستنكار لدى الكثيرين، حيث أن الدكتوراة الفخرية تحولت من تكريم إلى مظهر من مظاهر الوجاهة الاجتماعية والتفاخر، كما ان معظم المصادر او الجهات او المنظمات التي منحتها تعتبر غير معتمدة رسميا لمنح مثل هذه الشهادات.
وفي ذات السياق، بدأت الظاهرة تشمل ايضا منح الصفات والألقاب السياسية او الاجتماعية او المهنية على الأشخاص، كسفير دولي أو سفير للنوايا الحسنة أو خبير دولي وغيرها، فيما تظل التساؤلات تطرح حول أهلية من يقوم بمنحها لهم في ظل عدم الاعتراف بها من طرف الجهات الرسمية الوطنية والدولية.
الدكتوراه الفخرية (Honorary Doctorate / Dottorato honoris causa) هي درجة تُمنح، وفق الأعراف الأكاديمية، للقامات الكبيرة التي تحمل وراءها منجزات علمية واجتماعية معروفة لدى أهل التخصص العلمي، إذ يتم منحها في الغالب من طرف جامعات عريقة لها صدقية أكاديمية في العالم. وتختلف الدكتوراه الفخرية عن الدكتوراه الأكاديمية التقليدية، حيث لا يتطلب حصول الشخص على درجة أكاديمية أو إكمال بحث علمي للحصول عليها. كما انها لقب أكاديمي تكريمي، وليست مرتبة علمية (قيمة معنوية فقط) ويفترض بالجامعة او الجهة التي تمنحها ان تكون قد حصلت على ترخيص بمنح درجة الدكتوراه العلمية، وبعد سنوات من منحها هذا النوع من الشهادات العلمية التخصصية يحق لها ان تمنح الدكتوراه الفخرية.
ومن الجدير بالذكر، أن بعض الأردنيين أصبح يسعى لأرخص وأيسر الطرق، دون عناء التعب، للحصول على الصفات والالقاب وشهادات الدكتوراه الفخرية والشهادات العلمية من بعض المنظمات والجمعيات والجامعات والمؤسسات المحلية او الدولية مقابل مبالغ مادية، او من خلال تبرع لمبلغ محدد لجهة أو مقابل نشاط اجتماعي أو إنساني.
أن انتشار هذه الظواهر السلبية يمثل التفافات على النظام التعليمي والمهني والاجتماعي في الأردن، بالإضافة انها تقوم بزعزعة الأمن التعليمي والأكاديمي. كما وقد تؤثر على النظام الوظيفي في مؤسسات الدولة، حيث قد يسعى أصحابها لتحقيق مكتسبات وظيفية مثل الزيادات على الرواتب وفي الدرجة الوظيفية، وقد يصبحون مؤهلين للترقي في مواقع قيادية في مؤسسات الدولة.
وأخيرا، المطلوب من الحكومة، أن تتحرك لمحاسبة واغلاق كل تلك المراكز والمؤسسات والجمعيات والجهات الغير معتمدة رسميا، التي تمنح هذه الألقاب والصفات والشهادات. كما ومن المطلوب منا كأفراد مراقبة الشارع الأردني الذي بات يزدحم بأصحاب شهادات الدكتوراه الفخرية، والالقاب كسفراء النوايا الحسنة، والقاب الشرافة وغيرها، وكذلك إبلاغ الجهات المعنية عن كل هذه التجاوزات.