قتل النفس ظلما وعدوانا جريمة كبرى لا اختلاف عليها، لكن المفارقة أن تقوم الدنيا ولا تقعد منذ عدة ايام على مقتل سبع من أفراد منظمة المطبخ العالمي بقصف متعمد على سيارات تقلهم في شمال قطاع غزة، فيما لم يحدث هذا الأمر والاجراءات المتتالية من قبل حكومة الاحتلال الصهيوني ورد الفعل الغربي الرسمي الغاضب بشدة على أكثر من 40 ألف شهيد قضوا في ستة اشهر من الحرب المجنونة على القطاع والتي استهدفت المدنيين من اطفال ونساء ورجال، ونحن نقول ان كل الدماء حرام.


المفارقة الموجعة حقيقة هي تجاهل القتل المتعمد للفلسطيني في اي وقت واي زمان، وتنوع أسلوب الوحشية في القتل، علما بأن هذا القتل اصبح مصورا حتى من خلال مسيرات قوات الاحتلال الصهيوني التي تفتخر حين نشرها وكأنها حققت انتصارا غير مسبوقا على الأعزل من المواطنين الفلسطينيين، وكان آخرها المتزامن مع الثورة العالمية العارمة بشأن عمال المطبخ العالمي، عندما بٌثت مقاطع مصورة لقتل فلسطيني يحمل كيسا اغاثيا من الانزالات الجوية والادهى من ذلك قتله على مراحل بطلقات متتالية وترك الكلاب لتنهش لحمه.

وقبل هذا المقطع الكثير الكثير والذي لم يحرك مشاعر الساسة الغربيون قدر انملة، بل كانت تلك الردود الباردة التي تستخف بعقول الناس منها..." نرفض قتل المدنيين تجويعا او استهدافا....نؤمن بحق اسرائيل بالدفاع عن نفسها.....سنستمر في دعم اسرائيل بالسلاح مع الأخذ بالتعهد بتقليل عدد قتلاها من المدنيين..." وغيرها الكثير، لكن الان الأمر مختلف تماما.

وضعت السياسة الغربية وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا نظارات على اعينها توضح لها الصورة بل واستخدمت سماعات اذن قد توضح لها انات وعذابات اطفال ونساء ورجال غزة من اساليب القتل الصهيوامريكي المتعمد في القطاع، ووحشية آلة جيش الاحتلال الممول من قبلهما، ليصل الأمر في الادارة الامريكية للحديث مع العدو الصهيوني بلهجة قاسية وشديدة على هذا الكيان الغاصب.

اخر هذه التصريحات الاوامر الصريحة من قبل الادارة الامريكية بانها ستعيد النظر في التعامل مع اسرائيل مع هذه الحرب، وان عليها وقف اطلاق النار فورا حتى بدون مفاوضات، بل واجراء تفاوض مع حماس بشأن صفقة التبادل، وغيرها الكثير، ذلك أن هذه الادارة لم تعد تقدر على حماية سمعة الكيان عالميا الذي بدأت بالتأكل بشكل كبير وساقت معها سمعة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول اوروبية اخرى حليفة للكيان المزعوم


صحيح أن في كل شر خير، فالشر هنا مقتل سبع من عمال المطبخ العالمي، علما بأن أكثر من 150 عامل اغاثة من منظمات مختلفة قٌتلوا في هذه الحرب الشعواء دون ردة فعل مشابهة، الا أن الخير هو في رد الفعل الغربي الشديد على هذه العملية الصهيونية القذرة، فهؤلاء وغيرهم مشاريع شهادة كما الفلسطيني ينتنقلون تحت وقع القذائف لاجل عمل انساني شريف للحد من سياسة تجويع اهالي القطاع، والوقوف بوجه هذه الآلة الحقيرة للقتل والابادة

لا شك أن ردة فعل حكومة الكيان الصهيوني صاغرة بفتح معبر ايرز لادخال المساعدات الانسانية واعطاء الوفد المفاوض مع حماس صلاحيات اكبر للتفاوض بل والانصياع حتى وان لم تعلنه هذه الحكومة النازية للاوامر الغربية التب هي الآن باتت مواقفها تتخذ منحى مختلف ولو جزئيا امر جيد، الا أن الايام المقبلة ستنبئ عن مدى جدية المواقف الغربية اتجاه الكيان الصهيواني خاصة فيما يتعلق بتزويدها بالعدة والعتاد