هل تتخلى ايران عن الصبر الاستراتيجي وترد على إسرائيل؟
د. صالح المعايطة
08-04-2024 05:52 PM
العالم والمنطقة تراقب وتنتظر الرد الإيراني على الضربة الاسرائيلية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ....وانا كمحلل ومتابع اقول لا اتوقع ان يكون هناك ردا عنيفا ومباشرا وبادوات إيرانية وموجها للعمق الإسرائيلي وإنما ردا خجولا وغير مقنع للداخل الإيراني الذي يشعر أن الهيبة الإيرانية قد تهشمت .
عامل آخر يشير الى أن الرد لن يحصل اذا ربطنا ما أشارت اليه بعض وسائل الإعلام ان وزير الخارجية الإيراني توجه إلى سلطنة عمان لاستلام رسالة تطمينات أمريكية تتضمن عدم قيام إسرائيل بعمليات عسكرية ضد أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية .
اعتقد ان الموقف في المنطقة معقد ومشحون بسبب الحرب على غزة مما قد يشجع إسرائيل ان تلجأ الى المحرم الوحيد المتبقي هو ان تقوم باستهداف عسكري علني وواضح من قبل الجيش الإسرائيلي في داخل الأراضي الإيرانية وهذا ما لم يحدث حتى الآن...وهذا بالنسبة لنتنياهو قد يكون بمثابة "شجاعة اليأس"
اما الخيارات الإيرانية المتاحة أمام إيران للرد على الضربة الاسرائيلية فيمكن أن تكون على النحو التالي :
1.الخيار الاول
-ضرب إسرائيل بشكل مباشر وبادوات إيرانية من خلال جبهة الجولان في سوريا، وهي الجبهة التي استثمرت إيران فيها بشكل واسع، والتي جهزها سابقا الجنرال قاسم سليماني قبل اغتياله .ولكن السؤال هل تسمح روسيا لايران باستخدام جبهة الجولان.....؟. وهناك تحديد آخر وهو أن النظام السوري لن يسمح بفتح جبهة الجولان كجبهة مفتوحة مع إسرائيل. وفي كلا الحالتين لا أعتقد أن طهران ستخاطر في شراكاتها الإستراتيجية وعلاقاتها المنضبطة مع موسكو.. ولا اعتقد ان ايران ستضحي بعلاقاتها مع روسيا وخصوصا في مجال مبيعات الاسلحة لأن كل من ايران وروسيا يلتقيان في العداء للولايات المتحدة...، كما انه ومن غير المعقول ان تتخذ طهران قرارا بالتصادم العلني مع النظام في سوريا وتضرب إسرائيل من خلال جبهة الجولان...!!!.
2.الخيار الثاني
-هو ان تقوم ايران بتزويد حزب الله في لبنان بأنواع أسلحة نوعية وجديدة والسماح له باستخدامها ضد أهداف حيوية ومؤلمة في إسرائيل.كمحطات استخراج النفط والغاز في البحر الاييض المتوسط او القواعد العسكرية الاسرائيلية، ويبدوا ان هذا الخيار ممكن ووارد، لكن إن حدث فإنه يتطلب عملية إخراج محترفة ومهنية كي تكون ضربة كهذه مقنعة، مما يرفع القيمة الاستراتيجية لإيران وحزب الله في المنطقة وقد يشجع باقي أعضاء محور المقاومة بضرب إسرائيل.
3.الخيار الثالث
-تحديد بنك للأهداف داخل وخارج إسرائيل عبر استهداف مصالح إسرائيل وبعثاتها الدبلوماسية وبعض القادة المؤثرين والمهمين في إسرائيل ، ولا أعتقد أن هذا الخيار مقنع،ولن يغير شيء من قواعد معادلة "التصعيد المقيد:
4.الخيار الرابع
-قد تلجأ ايران الى رفع السقف عاليا ومغامرة وخطورة كبيرة وذلك بتوجيه ضربة بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى لأهداف ومراكز ثقل استراتيجية إسرائيلية مهمة داخل الأراضي الإسرائيلية، وهذا قد يوازي أو يتفوق على ما قامت به إسرائيل جرأة ومغامرة وخطورة ، عندما ضربت القنصلية الإيرانية في دمشق، ويبدوا أن هذا الخيار مستبعدا ولكنه ليس مستحيلا ويبقى مطروحا امام صانع القرار الإيراني.
5.الخيار الخامس
-خليط من الخيارات الثلاثة الأولى عبر دمج المجال الأمني والمجال العسكري بالمجال السيبراني تزمنا مع التهديد وحروب الظل، وأعتقد أن هذا الخيار قد يكون الخيار الأنسب للحالة الإيرانية، التي تدرك أنها محاصرة وغير مرغوبة اقليميا ودوليا خاصة في شكلها الراهن وتموضعها حول مفهوم المذهبية والخلط بين الدولة والثورة..