facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن أ.د. همام غصيب .. ثقافتنا العربية المعاصرة تتلمس الطريق!


يوسف عبدالله محمود
07-04-2024 06:15 PM

د. همام غصيب أستاذ الفيزياء النظرية في الجامعة الأردنية وعضو مجمع اللغة العربية في الأردن هو بحق مثقف لا يشق له غبار، جمع بين العلم والأدب والنقد. موسوعي المعرفة. آراؤه النقدية في الفكر والثقافة تستحق ان يشاد بها. آراؤه في العمق.

من أقواله في حوار أُجري معه: "ان المفكر او المثقف لا يمكن ان يُلمّ بكل موضوع تحت الشمس ولا يمكن ان يتصدى من حيث المبدأ الا للموضوعات التي عايشها ويعايشها". (أجرى الحوار معه ماجد جبارة)

*كلام في الصميم

بدوري سألت د. همام عن رأيه في ثقافتنا العربية فكانت اجابته وبمفرداته: "ان ثقافتنا المعاصرة مازالت تتلمس الطريق، فمع وجود أعمال مبدعة بارزة "نجيب محفوظ ويوسف ادريس وتوفيق الحكيم وإبراهيم الكوني وجبران ونعيمة ... الخ" قائمة هذه المجرّات الساطعة فإننا مازلنا نعاني من أمّية الحرف على نطاق واسع". (الحوار منشور في كتاب قراءات في الفكر والادب تأليف يوسف محمود ص 23)
لماذا توصل هذا العالم الى هذه النتيجة؟ السبب في رأيي هو غياب الرؤية النقدية الواعية التي تحسن تقييم الاعمال الإبداعية دون انحياز لا تجامل او تتعصب. السبب محاولة السلطات الحاكمة تدجين المبدع اذا أبى الترويض.

د. غصيب يقرأ الواقع الثقافي العربي بذكاء لماح، وبمفرداته: "إن افضل التيارات الثقافية والفكرية تمور وتهدر تحت السطح، وهي ستبرز لا محالة حين تسمح لذلك الظروف الموضوعية". (المرجع السابق الصفحة نفسها)، للأسف مازالت هذه الظروف مُغيبة يخشاها المستبد العربي.

لم تبرز بعد هذه التيارات والابداعات الثقافية بسبب غياب الحرية "وتغوّل السلطات السياسية على هذا الابداع ان اشتمت منه خروجاً عن الطاعة ووعياً ناضجاً لا تريده حرصاً على هيمنتها!

لا حرية دون ديمقراطية.

لا يجوز انسانياً ان يُساق المبدع من خياشيمه لينافق ويمسح الجوخ! النفاق يُزري بالكرامة الإنسانية. يحط من قدرتها، يغتالها.

وحين سألت هذه القامة الفكرية المبدعة عن رأي صاحبها في الأسباب التي تحول دون وجود فكر نقدي حقيقي على المستوى الثقافي العربي، كانت إجابته: "ان آفة الآفات في حياتنا الفكرية والثقافية المعاصرة عدم وجود حركة نقدية ناضجة، ليس فقط في الادب وانما في كل جوانب العمل الإبداعي الإنساني.

وعن سبب هذه الآفة عندنا يضيف قائلاً: "قد يكون عدم النضج الحضاري في مرحلتنا الراهنة، وقد يكون الاستبداد بكل مظاهره وتحليلاته". (المرجع السابق ص 24)

هو الاستبداد الذي يغتال النضج الحضاري.

يتفق مع هذه الرؤية في هذا السياق الكاتب المغربي المرموق محمد بنيس حين يقول في كتابه "الحداثة المعطوبة": "الواقع الثقافي العربي تهيمن عليه السلطة فالمبدع اما ان يخضع لجبروتها متنازلاً عن قناعاته وقيمه الإنسانية التي يبشر بها او يموت جوعاً، او يهيم على وجهه طريداً في المنافي".

اعود فأقول ان الاستبداد العربي الذي يَحجُر على الابداع الحقيقي مُعرضاً صاحبه للنفي او المطاردة او الاعتقال حتى الموت ان لك يستسلم ويرضخ.

يطرح د. همام سؤالاً يؤرقه وهو: لِمَ لم نتخلص حتى الآن من هذا الاستبداد؟ وحتى متى نرزح تحت نيره؟ وفي اجابته يضيف: "قد كون "النفط" الذي شوه اخلاقيات طبقة من أبناء جلدتنا. قد يكون النفاق الذي لم يجد ما يردعه. فأمم أخرى استطاعت ان تستحدث المؤسسات بالمعنى الواسع العريض التي تردع الطبيعة البشرية عند حد معين". (المرجع السابق ص 25)

ما أسوأ وارذل ان ينافق الكاتب او الأديب ابتغاء حفنة من المال يتم إغداقه عليه ليخالف قناعاته!

كثيرون من حملة الأفلام اشتراهم "النفط" فغيروا جلودهم في مُكابرة مفضوحة.

يحضرني هنا ما كتبه ذات مرة عميد الأدب العربي ط. طه حسين في صحيفة مصرية شاكياً من الرقابة التي لا تسمح للمبدع ان يعبّر عن الواقع بحرية، فما كان من جهاز الرقابة والاستخبارات في بلاده الا ان استدعاه ليقول له: هل سبق لنا ان صادرنا لك مقالاً أيها العميد المبدع. فأجابهم إجابة مفحمة: انني قبل ان ارسل مقالي أتلمس حروف كلماته اجس نبضها كأنني طبيب خشية ان يُشتم منها ما يؤدي الى منع النشر! قال هذا عن تجربة مر بها، تجربة مؤلمة.

اختم بالقول ان د. همام غصيب عبّر بصدق عما يجيش في صدره من لواعج احزان سببها مصادرة الابداع الإنساني الحقيقي وتجريم صاحبه مما يُجبره كسر قلمه والانزواء في عزلة مهزوماً مخذولاً. الا اذا استعد لدفع الثمن وما أقساه من ثمن!

تُرى متى لا يُشيطن الابداع الحقيقي عربياً؟ متى تغدو الكلمة الصادقة نوعاً من أنواع النضال؟ متى تتاح لها حرية التنفس دون قمع؟

youseffmahmouddd34@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :