لن تكون الأردن مكان لحرب الجيل الرابع
نيڨين العياصرة
07-04-2024 10:33 AM
تحليلات ومزايدات اعلامية دينية وسياسية عديدة بدأنا نشاهدها في قنوات ونقرأها في مواقع حول تحركات منسقة لضرب السلطة المركزية وتقويضها من الداخل ، والتي باعتقادي اتجهت نحو تحليل خاطىء يوضح أن جماعة دينية سياسية بدأت تعزز نفوذها و تسيطر على الشارع بقيادة خارجية ، وقلق يجلس على أرصفة الأردن وذعر من حرب الجيل الرابع، وكثير من التحليلات التي تعظم الأمور لغايات إعلامية.
وأنا لا انكر وجود حالة من الضوضاء في الشارع الأردني الإ أنه يتميز بالإستقرار والآمن الذي اعتدناه، فلم تكن الزاوية المشاغبة التي توظف أي أزمة سواء داخلية أو خارجية جديدة على مجتمعنا الأردني.
ومؤسساتتنا الآمنية قادرة على التعامل بهدوء وبالقانون مع من يقوم بالتخريب، ولنا في ذلك كثير من المشاهد التي وضحت إتزان رجل الآمن في تعامله مع ردود مشاغبة وغاضبة في الشارع.
والأردن كباقي الأوطان يوجد به القلة المضطربة التي تحاول تسلق أي أزمة لتنال أهدافها السوداوية ،هذه القله التي توجه سهام كثيرة لوطني،سهام سياسية وأخرى دينية ، الثانية لا يلمس فعلها مسماها لأنها تتصف بالنفاق وتزييف الحقائق، ليست مع الوطن وليست مع الدين بل هي تتلاعب به وتستخدمه ، أما الأولى توجهت للعزف على أزمة المواطن الإقتصادية لتحقيق مكاسبها الشخصية وتعظيم مصالحها الفردية.
حقيقة أنني لا استطيع الصمت عندما يتعلق الأمر بوطني، إن كل ما يحدث من أفعال وأخبار مسيئه تطرح السؤال، لماذا الأردن؟
لأنها دولة أنعم الله عليها بقيادة امتازت بالحكمة والريادة والسيادة، دولة تنظر بعين الرحمة لكافة الشعوب، وقفت الى جانب كل شعب عربي عانى الحرب والأزمات المختلفة وقدمت الدعم المادي والمعنوي، وفتحت حدودها لكل لاجىء متألم، دولة وسطية معتدلة جمعت كل الأديان والأجناس والألوان والأطياف وعاشت بانسجام، والقانون فوق الجميع.
دولة لم تحتضن فتاوى التطرف والإرهاب، انشغلت بنفسها وبحثت عن التقدم والتطور ، تميزت بعلاقاتها الدبلوماسية الرفيعة مع كافة الدول العربية والأجنبية، دولة لم تسلط منابرها الإعلامية والدينية على الدول العربية لإثارة الفتن، دولة أرسلت السلام من خلال قوات (حفظ السلام) لكل العالم،دولة أنجزت برغم الصعاب الاقتصادية والتي كان أحد اسبابها الرئيسية اللاجىء.
دولة ارتقت بالعظماء وبالمفكرين والفلاسفة والعلماء، دولة لها ثقلها ووزنها برغم صغر مساحتها، دولة كانت الشريك القريب المدافع عن فلسطين والناصر لها وما زالت، دولة تمتلك شعب أصيل وعشائرها منتمية للقائد وللوطن، دولة طردت الاستعمار وصنعت للكرامة معنى سجله التاريخ وتجاوزت الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية المختلفة بإدارة ملفته.
لذلك رسالتي لكل منبر اعلامي عربي كان أو محلي هي رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله "اتطمنوا، الأردن قوي ومستقر، والأزمات تجعله دائما أقوى"، لذلك لن تكون الأردن بشعبها الواعي المحب لأرضه المنتمي للقائد مكانا لحرب الجيل الرابعة.