facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ديمقراطية إسرائيلية وارهاب فلسطيني (16)


اللواء المتقاعد مروان العمد
06-04-2024 04:33 PM

ومع مرور ساعات يوم السابع من اكتوبر ، وبعد اطلاع العالم على هول ما حدث في ذلك اليوم ، فقد اختلفت ردود الفعل ، واختلفت معها التحليلات . وكان للصورة التي قدمها طرفي احداث ذلك اليوم تأثير كبير على تحليل احداثه . فمن جانب حماس فقد اظهر الكثيرون دهشتهم من قدرتها على القيام بهذه العملية ، والتي تطلبت الكثير من الاعداد والتدريب والسرية المطلقة . كما تطلبت ان يكون لديها القدرة الاستخبارية والتكنولوجية بشكل يقوق تلك التي ما لدى دولة إسرائيل ومن ورائها بكثير . ولذا فقد ذهب البعض في تحليله الى التشكيك في ذلك كله ، و القول ان حماس قد تم استدراجها لتقوم بما قامت به من قبل قوى دولية واقليمية . لإعطاء إسرائيل فرصة تنفيذ ما تريد تنفيذه في قطاع غزة . وهو ما حصل ويحصل الآن . خاصة مع تواجد كل اجهزة الرصد من خلال الاقمار الصناعية واجهزة التصوير والرصد الارضية والجوية ، بالاضافة للجواسيس والعملاء المنتشرين في كل انحاء قطاع غزة .

اما من الجانب الإسرائيلي فقد اظهر الكثيرون دهشتهم من هشاشة الوضع الامني الإسرائيلي ، والذي كان معروفاً انه واحداً من اقوى الاجهزة العسكرية والاستخباراتية في العالم . والى درجة ظهور إسرائيل بانها ليست الا كيس ورقي منفوخ لا يحتاج الا لمجرد ديوس لتفريغه . وان بضع مئات من المسلحين باسلحة فردية كتبوا في ذلك اليوم السطر الاول في نهاية دولة إسرائيل . في حين ذهب آخرون للقول ان هناك خفايا واسرار قد لاتظهر للعلن الى الابد ، وان إسرائيل تحملت كل احداث هذا اليوم ، بل ساهمت في تضخيمها من اجل تحقيق اهداف رسمتها لمستقبل المنطقة . ومن مؤشرات ذلك ما ورد في مقالتي السابقة بأن إسرائيل كان لديها معلومات عن ان حماس من الممكن ان تقوم بعملية اختراق الجدار الحاجز والوصول الى بعض مستوطنات غزة ، وكانت الاولى في عام 2018 وخلال مسيرات العودة السلمية . وكانت الثانية ما بين عامي 2021 و 2022 حيث اشار التحقيق الاستقصائي ، الى احتمال وجود خطة لدى حماس اسمها اسوار اريحا ، تقوم فيها حماس باجتياح واسع لغلاف غزة من مستوطنة زكيم وحتى كرم ابو سالم . وان القيادات العسكرية الإسرائيلية طرحت فكرة القيام بعملية هجوم استباقي على قطاع غزة يطلق عليها اسم اليوم الحادي عشر لعملية حارس الاسوار ، يتم فيها القضاء على قيادات حماس ، ومنهم السنوار والضيف ، الا ان القيادة السياسية لم توافق على ذلك .

وانا وان كنت لا اتحيز الى اي وجهة نظر ، الا انني لا استبعد احداها ، واعتبر ان ما قامت به الطائرات والدبابات الإسرائيلية في السابع من اكتوبر من قصف لمستوطنات قطاع غزة بحجة القضاء على عناصر حماس فيها ، ومقتل المئات من المستوطنين الاسرائليين خلال هذا القصف ، هو لزيادة اثارة الرأي العام العالمي على ما فعلته حماس في ذلك اليوم ، ولجعله يتقبل ما ستقوم به إسرائيل بعد ذلك . ومن ذلك ما تم نشره عن عمليات قتل الاطفال الرضع وحرقهم ، واغتصاب النساء وبقر بطون الحوامل منهن ، وهنا يظهر دور منظمة( الهسبارا )

واتي يرأسها عضو الكنيست اليميني المتطرف زئيف إلكين . والتي تعتبر احدى جبهات الحرب الإسرائيلية مثلها مثل الجيش والموساد والشاباك . ومعني الكلمة (الشرح والتوضيح ) . والتي تتواجد مكاتبها في مكتب راسة الوزراء و وزارة الاعلام والخارجية وشؤون المغتربين والوكالة اليهودية ، وتدار هذه المكاتب باشراف المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي . وهي التي تقف وراء المظاهرات المؤيدة لإسرائيل في العالم ، وسلاحها المال والنساء وشركات الدعاية والترويج وشبكات التواصل الاجتماعي و اللوبيات اليهودية وشبكات التلفزة. . والتي تهدف الى شرح وتبرير عمليات الجيش الإسرائيلي ، وتصويرها بطريقة ايجابية ، وبهدف كسب المجتمع الدولي ، ومجلس الامن الى جوار إسرائيل . واظهار انها هي ضحية الارهاب الفلسطيني ، وانها معرضة لخطر الابادة ، في حين انها هي التي تقوم بحرب الابادة والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين . وهي غالبا ما تغير خططها واساليبها حسب الظروف ، فهي بعد ان روجت بأن حماس وداعش و جهان لعملة واحدة ، و اصبح ذكر كلمة حماس يرتبط بداعش ، وقولهم انها تمثل تهديداً للعالم ، وانها بعد ان تنتهي من القضاء على إسرائيل فسوف يأتي دور الدول الغربية ، وعندما لم تنجح بتسويق هذا الربط لتبرير تصرفاتها العنيفة في قطاع غزة ، لجأت الى التذكير بجرائم الحرب التي تم ارتكابها في العراق وافغانستان ، لتبرير الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة ، ودفع العالم للقبول بها باعتبارها دفاعاً عن النفس ، وعن العالم المتحضر . وهي التي روجت مبررات مهاجمة المستشفيات ودور العبادة والمدارس والجامعات وغيرها باعتبرها مقرات قيادة حماس وعناصرها . كما انها هي التي روجت لادعاءات بقتل الاطفال واغتصاب النساء .واعمال التخريب والتدمير في المستوطنات ، ونشرت فيديوهات تصور هذه الافعال ، في حين انها كانت في معظمها من انتاجها وتصويرها واخراجها .

وفور وقوع عملية طوفان الاقصى وفي يومها الاول اخذ بنيامين نتنياهو / رئيس وزراء إسرائيل يتوعد حماس على ما قامت به ، وقال انها سوف تدفع ثمناً باهظًا مقابل ذلك ، واننا في حالة حرب معها ، وانه اصدر تعليماته بتطهير المناطق التي لا يزال عناصر حماس يتواجدون فيها ، وان رده سيكون باطلاق النار على العدو ، و تدفيعه ثمن ما قام به ، وان حماس هي من طلبت الحرب وسنواجه هذه الحرب ، وانه يتوقع دعم دولي لضمان التحرك بهامش حرية كبير ، متوعداً بان يتحول كل مكان تعمل منه حماس الى خراب ، وان ما سيفعله جيشه بهم سوف تردد صداه الاجيال القادمةً . وقال نحن ابناء النور ، وهم ابناء الظلام ، وان النور سوف يتغلب على الظلام . وقال سوف نحقق نبوءة اشعيا والعماليق ، في اشارة لما تعرض له شعب العماليق ( وهم من العرب البدو ) على يد اليهود . حيث قتلوا كل من في المدينية من رجل وامرأة ، من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير ، واحرقوا المدينة في النار . واشارته هذه مستمدة من سفر صموئيل الاول ، الاصحاح الخامس عشر ، حيث يطلب اشعيا من الملك شاول ان لا يشفق على احد في مهاجمته عماليق . وهذه الاشارة بنت عليها دولة جنوب افريقيا دعواها على إسرائيل في محكمة العدل الدولية . كما قال ان رد إسرائيل على هجوم حماس سيغير خارطة الشرق الاوسط ، وسيتم ضرب حماس بلا هوادة ، وان اي مكان تعمل فيه سوف يتحول الى خراب

ومن جانبه اعلن وزير دفاع إسرائيل الحصار الشامل على قطاع غزة قائلاً ( لا كهرباء ولا طعام ولا مياه ولا غاز ولا وقود ، سوف يفلق كل شيئ ، نحن نواجه متوحشين ويجب ان نتصرف معهم على ضوء ذلك على ضوء على ضوء ذلك ) . هذا النص الذي وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بأنه مقزز .

وفي اليوم الثالث من عملية طوفان الاقصى اعلنت إسرائيل استعادة سيطرتها على جميع الاماكن التي اقتحمتها حماس ، و اعلنت عن انطلاق عملية السيوف الحديدية ضد قطاع غزة .

يتبع





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :