فاضت الساحة التربوية مؤخرًا بمصطلحات تربوية من القرن الثامن عشر مثل: في الامتحان يكرم المرء أو يهان! "سقْطًه" خليه يتقوى!".
وهناك مصطلحات أخرى لا أريد ذكرها؛ لأنها مرتبطة فقط بمن قالها. ليس خطأ أن يقود العمل -أي عمل- سياسيون غير فنيين- بل يجب ذلك إذا كان لدى السياسي رؤية اجتماعية أو تربوية، وإلّا وصلنا إلى طرق مغلقة! وليس سرًا أن الكل يشتكي من ضعف التعليم، ولكن التوقف عند الشكوى ليس مجديًا، كما أن مواجهتها بغير رؤية أشد أذًى!
تحدثنا عن ظواهر تربوية سلبية مثل؛
-الصمت التربوي.
-النفاق التربوي.
-الثبات التربوي والإصرار على التعامل مع حجارة الشطرنج، أو التدوير.
-اكتساب المجد من فوق، وليس من الإنجاز.
ولكن هذه الأمور من ثوابت العمل!
فما دام الأمر على ما اعتدناه يسير فلماذا التغيير؟
هل هذا شعار المرحلة؟ إنه رجوع وليس توقّفًا فحسب!
(01)
امتحانات حتى نجبر الطلبة على الدوام!
دعا تربويون مشهورون غير تربويين بتأجيل الامتحانات حتى نهاية رمضان، وذلك لإجبار الطلبة على الدوام!
وهذا يؤكد أن المدرسة على مدى اثنتي عشرة سنة لم تشكل علاقاتها أو لم تطبِّعها مع الطلبة! فالامتحان فقط هو الوسيلة والفضيلة والحيلة التي امتلكتها المدرسة عبر أكثر من مائة عام.
إذن؛ لدينا مدارس منذ ١٩١٦ أو قبل ذلك بقليل!
إذًا اعترفت المدرسة بهشاشة علاقاتها مع "عملائها" الأساسيين، واستخدمت الامتحان وسيلة جلب! بغض النظر عن موعد الامتحان، وظروف الطلبة ، ومدى قهرهم!
(02)
حرمان المتغيبين
يقال: إن وزارة التربية تفننت هذا العام بحرمان طلبة التوجيهي المتغيبين من التقدم للامتحان!
وهذا يعني أنها تحاول إلزامهم بدوام لم يشعروا بقيمته! والغياب تقليد اتبعه الطلبة من عشرات السنين، حيث يدرسون في بيوتهم بدلًا من إضاعة وقتهم في اللبس، والمواصلات، ودروس غير مفيدة-من وجهة نظرهم- لا أحد يريد تشجيعهم على مخالفة القانون لكن: لو شعروا بفائدة الدوام لما تغيبوا!
سيداتي سادتي
الحرمان، الإجبار، العقوبات، والترسيب، والطرد هذه حلول عفا عليها الزمن!
واستمرارها لا يبشّر بأي خير!
فهمت عليّ حضرتك؟!