نتنياهو المدلل والام الرؤوم!!
كمال زكارنة
06-04-2024 01:05 PM
نتنياهو الطفل المرتمي في حضن امه الرؤوم الولايات المتحدة الامريكية،والذي يحظى بكل انواع واشكال ومستويات الدلال ،الذي لم يحصل عليه احد في هذا العالم المتفرج على ابشع ابادة جماعية ترتكب ضد الانسانية ،في قطاع غزة على مدى اكثر من ستة اشهر وما تزال مستمرة دون توقف ،لا يريد ان يصدق او يقتنع او يتخيل ويتصور،ان امريكا ممكن ان تقسو عليه لأي سبب كان،حتى لو كان السبب ابادة الشعب الفلسطيني بأكمله،ومهما بلغت فظاعة اجرامه وارهابه ،فهو معتاد على ان يرى الضوء الاخضر الامريكي والطريق مفتوحة امامه بشكل دائم،ولم يرى لمرة واحدة ضوء امريكيا احمر،واليوم بدأ يرى الضوء البرتقالي او الاصفر،لكن هل هذه الاشارات التي تسبق اللون الاحمر حقيقية وجادة ،ام الوان يسهل تغييرها ومحوها بسرعة.
اثبت بادين خلال الايام القليلة الماضية ،ان الادارة الامريكية تستطيع التحكم وبسهولة بسلوك حكومة الاحتلال ،وانها تمسك بزمام الامور الاسرائيلية ،وقرارات وافعال الكيان المحتل ،السياسية والعسكرية،وكما نقول دائما،ان اتصال هاتفي من البيت الابيض كفيل بوقف الحرب والابادة الجماعية في قطاع غزة ،وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي برمته،هذا الكيان المفتعل والمصطنع،الذي تحول الى عبء كبير على امريكا واوروبا، وبدلا من حماية مصالح تلك الدول،هو الان بحاجة لمن يحميه ،وكلفة حمايته باظة جدا سياسيا واقتصاديا وامنيا ،تتطلب الكثير من التضخيات والخسائر،وكل البناء الذي استثمرته امريكا واوروبا في هذا الكيان على مدى سبعة عقود ونيف ،انهار وسوي بالارض في السابع من اكتوبر امام عدة مئات من المقاتلين الفلسطينيين،ولم يعد الكيان الغاصب الخط الآمن للمصالح الامريكية والاوروبية في الشرق الاوسط ،كما ان هذا الكيان لم يكن يوما مرفوضا ومكروها وملعونا وعدوا ،من قبل شعوب ودول المنطقة مثلما هو اليوم، الامر الذي يجب ان يجبر امريكا واوروبا على التفكير جديا باعادة النظر بعلاقاتها معه.
لا احد يستطيع وقف ومنع جرائم الاحتلال في فلسطين المحتلة ،وقطاع غزة بشكل خاص،الا الولايات المتحدة الامريكية،لذلك هي تتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية ،عن جميع جرائم الاحتلال في فلسطين وغيرها،لانها الداعم والحامي والحاضن له،والمدافع عنه في كل الظروف والاماكن.
نتنياهو لا يستطيع الذهاب الى الحمام الا بموافقة امريكية،وكل ما يقوم به من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان ،توافق عليها امريكا مسبقا وان نفت علمها بها ،فهي غير صادقة ،لانها لا تريد ان توسم بالارهاب بشكل مباشر،ومن اجل تجنب اي ردات فعل محتملة.
الايام والاسابيع القادمة سوف تكشف جليا حقيقة المواقف الامريكية ،ومدى صدقها وجديتها ،فيما يتعلق بالحرب على غزة والصراع الفلسطيني الاسرائيلي بمجمله.