العرب بين العقلانية وتدمير الذات!!!! (1-2)
د. سحر المجالي
02-04-2011 08:03 PM
كلنا، معشر العرب، إصلاحيون وتواقون إلى الحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية. وأغلبيتنا الساحقة على امتداد الساحة العربية من تطوان إلى المحمرة مع الإصلاح والسلم والحرية . لكننا على المستوى الشعبي لم نمارس حقنا في كثير من الأحيان عن التعبير عن ذاتنا و الجرأة في ترجمة توقنا إلى الديمقراطية ، وبالتالي فإننا المسؤولون مباشرة عن توفير الأرضية الخصبة للنظام الرسمي العربي، والمتمثلة بالطاعة العمياء والخنوع المشين والخضوع المطلق لإرادة الحاكم-الديكتاتور والحبيس لنزوات أسرته وحاشيته ومريديه، لممارسة ساديته السلطوية وحكمه المطلق واستغلال موقعه واستثماره لجمع السحت الحرام وتدمير مقدرات الشعوب والأوطان وتبديد ثرواتها.
ومن أجل الاستمرار في السلطة والحفاظ على الوضع الراهن، أخذت الكثير من الأنظمة الرسمية العربية، بتجزئة الشعوب إلى شيع وأحزاب وجهويات متناحرة ومتناقضة في الاولويات والتصرف والهدف ، بالرغم من شكلية وحدتها و إرتباطها بالنظام الرسمي من أجل البقاء والاستمرارية في حقوق الآخرين و إستنزاف مكونات الوطن .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، مالذي حدث لهذا الامتداد الجغرافي الواسع والممتد عبر الصحاري والسهول والجبال من المغرب إلى عربستان، ليستذكر تراث كل من عبدالكريم الخطابي وعبدالقادر الجزائري وأبو القاسم الشابي وعمر المختار وأحمد عرابي ويوسف العظمة وعبدالقادر الحسيني وسلطان باشا الاخرس وماجد بن عدوان و هزاع المجالي ووصفي التل وانتهاء برشيد علي الكيلاني والشيخ خزعل الكعبي ، ويستلهم ثقافتهم في المقاومة والتصدي للظلم والطغيان، وفي هذا الوقت بالذات؟؟؟.
وهل يمر العرب اليوم بمرحلة مخاض جديدة تنبيء بمرحلة جيل عربي جديد لا علاقة له لا بالعرب العاربة و لا بالمستعربة؟؟؟ وهل حقاً تمكن العرب من تحطيم جدار الخوف المطبق على قلوبهم ، وتم وضع حد لحالة الرعب والتيه التي يعيشها الانسان العربي؟؟؟، وهل استطاع الانسان العربي خلع حالة الخوف من جلاوزة السلطان وظلامية كهوف الجور والاعتقالات؟؟؟ ، وهل بدأ يدرك انه انسان يستحق الحياة وبكرامة كباقي البشر ؟؟؟.
يبدو أن السماء العربية مكتنزة بالغيوم السوداء التي تتلاطمها الرياح دون إتجاه محدد او هدف واضح، دون أن يعي الانسان العربي الى أين سيقوده قدره. وقد ساهم النظام الرسمي العربي بشيوع حالة الارتباك هذه لدى الإنسان العربي، وعدم ثقته لا باليوم ولا بالغد. إلا أن ما يبشر بأمل، هو هذا الأداء العظيم للانسان العربي الذي يواجه الرصاص الحي بصدره العاري والمجرد من أي سلاح إلا هدف إرادة التغير والتوق للديمقراطية والحرية.
صحيح بأن هنالك بعضا من الشعوب العربية إستطاعت إنتزاع حقها وحريتها كالحالة التونسية والمصرية، وهناك البعض من قيادات النظام الرسمي العربي قد تجاوبت مع شعوبها ومطالبها المحقة في الحياة والديمقراطية ، كالأردن والمغرب وعمان والسعودية ، إلا أن هنالك الكثير من أبناء العروبة مازالوا يئنون تحت وطأة الرعب والقمع ومصادرة الذات والحق في الحياة. وللحديث بقية
Almajali74@yahoo.com
(الرأي)