الديمقراطية الاجتماعية و الأمل المنتظر
م. بشار أنيس مشربش
05-04-2024 02:06 PM
لا اعلم ان كان هذا المقال سيتمكن من معالجة الشق الحاصل بين الأردني و العمل السياسي لكن سأحاول و لو خاطبت عقل أردنيا واحد فسأحاول! غالبا سيمر اي محتوي يعالج امر سياسي بما فيهم هذا المقال مرور الكرام على الاردنيين فقد وصلنا لحال شبه محبط من العمل السياسي لاسباب عديدة منها الامثلة الفاشلة او عدم المصداقية او عدم القدرة على ايصال صوت الطيف السياسي هنا او هناك لضعف تمثيله.
قد كافحت العديد من الاحزاب الايدولوجية يسارية و يمينية و وسطية منذ عقود لكن دون ان تستطيع فرض قواعد جماهرية تصل بها الى مطابخ صنع القرار و حتى اشباه الاحزاب التي حاولت ان تولد بقيادات و شخصيات فردية لم تستطع ان تفرض نفسها كاحزاب مستقرة و رغم اصرار الدولة الاردنية على تنمية الحياة السياسية و دعمها و تسييس الشارع الاردني عن طريق قوانين الاحزاب و الانتخابات بكل ما اوتيت من قوة لم ننجح لغاية الان .
عالميا قد احبط حلم اقطاب النزاع السياسي العالمي اليسار من جهه و الليبراليين من الجهه الاخرى و لم يتمكن اي نظام بفرض نجاح و استقرار و قواعد جماهرية ثابتة مؤيدة, فكلا النظاميين عانا ما عاناه من الفشل و المعارضة و العراك .
الديمقراطية الاجتماعية ظهرت قبل ما يقارب القرن و نصف القرن كفكر سياسي اجتماعي اقتصادي يجمع من كل حقل زهره فقد تبنى الجيد فقط من الافكار البناءة في الانظمة السياسية العالمية و حقق توازن فريد بين حقوق الناس و حرياتهم و ايمانه بالسوق الحر و بأن الحافز هو الوقود المشغل للابداع البشري و الديمقراطية من جهه كما و يؤمن بالعدالة الاجتماعيه و التضامن و ضبط و رقابة الاسواق من جهة اخرى ليصل الى اهداف الديمقراطية الاجتماعية الثلاث و هي الحرية و العدالة الاجتماعية و التضامن ضمن حزب مرن يتقبل التطور الذي يخدم الجميع!
ان اي دولة بحاجة الى مؤسسات و اي مؤسسات بحاجة لقوانين و لن تغير انت كأردني اي قانون لا يعجبك و انت منفردا و معتكف فعليك بالتنظيم من خلال الاحزاب لتتكتل من افراد يتشابهون معك في الافكار و في حب الوطن و بذلك تشكل ثقل حتما سيصل لمطابخ صنع القرار لنغير معا للافضل للخير العام و لمصلحة هذا الوطن و لنكون شركاء و ليس ضيوف في اوطاننا.
النموذج الاسكندنافي اليوم يمثل حلم لكل مواطن يريد العيش بمجتمع آمن مزدهر مجتمع ديمقراطي متضامن يتبنى نهج الاقتصاد الاجتماعي ليحقق الرفاه و الصحة و التعليم و الخدمات العامة الكريمة لمواطنيه , تم تحقيق هذا من خلال تبني الديمقراطيه الاجتماعيه كنهج سياسي اجتماعي اقتصادي قاد البلاد الى بر الامان فعاش الجميع بكرامه في تلك البلاد .
الديمقراطي الاجتماعي في الاردن حزب حديث بفكر ثابت اجتهد على حمل مبادئه و تأسيسه في الاردن رجال و نساء غيورين منتمين منهم مهنيين و سياسيين و اقتصاديين و كادحين و منهم من كان في مناصب عليا في الدوله الاردنيه لكن ايمانهم بمادئ الديمقراطيه الاجتماعيه و بان طريق التحديث السياسي لن يكتمل الا باحزاب فكر حيه تقود جماهير الشارع الى كل ما هو في المصلحه العامه , الديمقراطي الاجتماعي حزب و أمل حقيقي يولد بعد مخاض طويل في الحياه السياسيه الاردنيه , الديمقراطي الاجتماعي يمارس شعاراته في العداله و الحريه و التضامن داخل اروقته و على قياداته و اعضائه و مؤسسيه فحاملي رسالة هذه المبادئ الساميه اردنيون و اردنيات غيورين يحملون رايه الامل و المستقبل و الانجاز و شعارهم معا نستطيع !