يتضمن مفهوم الواجب المدرسي بمعناه الواسع كل الخبرات والأنشطة الإضافية التي يؤديها الطلبة داخل الصف وخارجه لزيادة تعلمهم للمادة الدراسية إلا أنه يتركز بشكل رئيس في المهمات التعليمية التي يكلف المعلم طلبته إنجازها بعد نهاية الدوام المدرسي وخارج المدرسة.
ويجسد الواجب الدراسي عادة، عاملًا هامًا مساعدًا للمعلم في الموقف التعليمي داخل الغرفة الصفية مؤديًا في معظم الأحوال إلى زيادة تعلم الطلبة للمادة الدراسية وبالرغم من أهمية أداء الواجب المدرسي في تسريع عملية التربية المدرسية وإغنائها إلا أن أداءه من قبل بعض الطلبة يعتريه كما هو ملاحظ - عدم الكمال أو السلبية مما يفقده الدور الهادف الذي من أجله يعطى هذا الواجب للطلبة، ومؤديًا أحيانًا إلى تنمية عادات غير مستحبة كالغش أو الاعتماد على الآخرين كما هو الحال عندما ينسخ الطالب واجبه الدراسي عن دفتر زميله، أو يؤدي إلى تنمية ميول سلبية نحو المادة الدراسية ينشأ عنها تسرب بعض الطلبة من الحصة مثلًا أو قيامهم ببعض أنواع السلوك الصفي المعيقة للتعليم أو المقاومة للمعلم نفسه.
وهنا أورد مظاهر المشكلة، إذ تبدو مشكلة أداء الواجب المدرسي لدى الطلبة في أربعة مظاهر رئيسة، أولها ؛ التأخر في أداء الواجب ، وإنجاز الواجب بصورة غير كاملة أو غير دقيقة، ونسخ الواجب عن دفتر زميله ( الغش في الأداء )، وعدم أداء الواجب على الإطلاق.
ومن هنا أيضًا أورد العوامل المحتملة لسلوك الطلبة السلبي المتعلق بأداء الواجب الدراسي ؛ كـ كبر حجم الواجب ، و وجود مشكلة أسرية أو شخصية ( نفسية أو مادية أو صحية ) ، و صعوبة الواجب ، وكثرة الواجبات الدراسية اليومية بوجه عام، و روتين الواجب وعدم أهميته نتيجة إعطاء المعلم الواجب للطلاب بصورة تلقائية دون مراعاة الفروق الفردية أو الاهتمام بصياغة أو تعديل الواجب بما يلائم حاجات الطلبة. وافتقار الطلبة المهارة تنظيم الوقت وتوزيعه بشكل مناسب على الأنشطة التربوية اليومية، وميول الطلبة السلبية نحو المادة الدراسية، وميول الطلبة السلبية نحو المعلم لصفة في شخصيته أو سلوك يمارسه ، وعدم امتلاك الطلبة للأدوات المساعدة في أداء الواجب كالأقلام والدفاتر والألوان وأدوات الهندسة، وعدم قدرة الطالب على فهم أو اتباع تعليمات المعلم الخاصة بالواجب نتيجة لوجود صفة ذاتية عند الطالب تتعلق بقدراته السمعية أو البصرية أو الذكائية. وعدم توفر الظروف البيتية الملائمة لأداء الواجب كعدم توفر الإضاءة أو التدفئة أو وجود الضوضاء ، وانشغال الطالب بأداء واجبات أو مسؤوليات أسرية مجهدة تستهلك معظم وقته وطاقته وقدرته على التركيز.
ومن هنا يمكن معالجة مشكلة أداء الواجب الدراسي لدى الطلبة بالإجراءات الآتية؛ كمقابلة الطالب والتعرف على مشكلاته أو مصاعبه الأسرية أو الشخصية ومساعدته ما أمكن على مواجهتها وحلها، وتقليل الواجب الدراسي إلى الحد الذي يكون معه مقبولًا أو ممكنًا حله من قبل الطلبة، والتنسيق بين المعلمين في مسألة الواجبات الدراسية وخاصة عند وجود صعوبات أكاديمية تواجه الطلبة تتعلق بأداء الواجب وقد يكون هذا التنسيق حول مقدار الواجبات المعطاة للطلبة أو نوعها، وأن يقوم المعلم بتصحيح الواجبات الدراسية مرفقًا ذلك بتوجيهاته مما يشعر الطالب بالفائدة والقناعة بأهمية وجدوى الواجب الدراسي كما يمكن الاستعانة بأساليب التعزيز الإيجابي، وتعليم الطلبة مهارة تنظيم الوقت وكيفية توزيعه على الواجبات والالتزامات اليومية المطلوبة منهم، وكما يتعرف المعلم على مسببات ميول الطالب وإنجازاته السلبية نحو المادة الدراسية أو نحو المعلم شخصيًا ومحاولة تعديل أو تغيير هذه الاتجاهات أو الميول السلبية، ومساعدة الطالب على توفير الأدوات المناسبة لحل الواجبات سواء في المدرسة أو حث الأسرة على ذلك إذا كان ذلك أحد أسباب مشكلة عدم أداء الواجب الدراسي، وأن يقوم المعلم بتزويد الطلبة بتعليمات واضحة ومفيدة لأداء الواجب، وأن يقوم المعلم بصياغة التعليمات المتعلقة بالواجب وتوضيحها من الناحية اللغوية لتكون واضحة ومفهومة، واعيًا بذلك قدرات الطلبة ومستوياتهم من الناحية العقلية والجسمية والصحية بشكل عام. وأن ينسق المعلم مع أسرة الطالب بخصوص الواجبات التي يكلف بإنجازها في البيت أو العمل على وضع خطة تنسجم مع حاجات الأسرة والواجبات المدرسية وقدرات الطالب وكفايته الذاتية. وتفريد المعلم للواجبات التي يعطيها لطلابه بحيث يقوم بمراعاة الفروق الفردية خاصة مبدأ الأهمية للمادة المنهجية والفائدة العامة لتعلم الطلبة.
* رئيس قسم الإعلام تربية لواء الجامعة