في عصرنا الحالي، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية، أصبح من الضروري للمؤسسات الحكومية أن تواكب هذه التغيرات وتستفيد منها لتحسين خدماتها وزيادة كفاءتها وفعاليتها. الذكاء الاصطناعي، بوصفه أحد أبرز هذه التطورات، يقدم فرصاً هائلة لتحقيق هذه الأهداف من خلال تسريع اتخاذ القرارات، تحسين جودة الخدمات المقدمة، وتقليل التكاليف.

إن تقييم الاستعداد للذكاء الاصطناعي (AI Readiness Assessment) يعد خطوة أساسية في هذا المسار، حيث يوفر تقييماً شاملاً لقدرة المؤسسة على نشر والاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي. هذا التقييم يتجاوز مجرد امتلاك التكنولوجيا أو البيانات المناسبة؛ إذ يفحص كيف يتماشى الذكاء الاصطناعي مع استراتيجية عمل المؤسسة، مهارات فريق العمل، والآثار الأخلاقية لنشر الذكاء الاصطناعي.

من المهم أن تشمل قائمة التحقق للاستعداد للذكاء الاصطناعي على عناصر مثل وجود نظام إدارة متطور للبيانات، تدريب وتأهيل الفريق بأكمله للمساهمة في مبادرات الذكاء الاصطناعي، ودمج الاعتبارات الأخلاقية في استراتيجية الذكاء الاصطناعي.

إن إطار الاستعداد للذكاء الاصطناعي يوفر نهجًا منظمًا لدمج الذكاء الاصطناعي في عمل المؤسسة، مع التركيز على مواءمة الذكاء الاصطناعي مع اهداف المؤسسة، وضمان القابلية للتوسع والتكيف في نشر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع إدارات المؤسسة، واستراتيجيات متقدمة لاكتساب المواهب وتدريبها، وخلق ثقافة من الابتكار المستمر في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

يمكن القول إن استعداد المؤسسات الحكومية لاستخدام الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق خدمات حكومية أكثر كفاءة وفعالية. ومن خلال تبني نهج شامل يراعي الجوانب الاجتماعية وتتزايد أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية لتعزيز كفاءة الخدمات وزيادة الإنتاجية. ولتحقيق ذلك، يجب إجراء تقييم شامل لجاهزية المؤسسة لتبني الذكاء الاصطناعي، مراعياً التوافق مع استراتيجيات العمل ومهارات الفريق والأخلاقيات. يتطلب الأمر وجود نظام إدارة بيانات متطور، تدريب الفريق بأكمله، والتأكيد على الأخلاقيات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ينبغي تطوير إطار لجاهزية الذكاء الاصطناعي يشمل التخطيط للقابلية للتوسع والتكيف، واستراتيجيات لتطوير المواهب والابتكار المستمر في هذا المجال. في النهاية، يعتبر الاستعداد لاستخدام الذكاء الاصطناعي خطوة حاسمة نحو تحقيق خدمات حكومية أكثر كفاءة وفعالية، وتعزيز الابتكار المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

* كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.. خبير التدريب والتطوير