بادية الشمال بين يدي القائد
د.طلال طلب الشرفات
04-04-2024 10:35 AM
المساء الأنيق الذي جمع أبناء بادية الشمال كان فرصة لتجديد البيعة لقائد الوطن الذي جاب الكون لبناء وطنه، ورفاه ورفعة شعبة؛ الملك الأنسان الذي ما خذل أهله، وجنّب الأردن الحبيب مزالق اللهب، وصعاب المرحلة في إقليم يرقص على حوّاف النار.
التوأمة بين الهاشميين وأبناء البادية تجلّت في يوح القلب النَّقي، والتاريخ البهيّ، ومشاعر الأسرة الواحدة بين راعي الهدلة وشعبه الوفيّ؛ الذي يبادله الحب بالحب، والوفاء بالولاء، لقاء عفوي صادق يحمل كل مشاعر الانتماء للأرض والعرش، والاستعداد الأبدي لدفع العاديات عن الأردن المُحتذى والعرش المفتدى بالمهج والأرواح.
ميزة العلاقة بين أبناء البادية والقائد أنها نقيَّة لا تحتاج إلى تفسير أو تبرير؛ حتى إذا بلغ الضنك فيهم مداه، وتجاهل المؤسسات لهم منتهاه تبدد العتب، وتبخر الغضب، وغدا حضور الملك بينهم هو المُنى وذروة الرضى، وتاج المُبتغى، أدامه الله لنا قائداً وملهماً لعزتنا وكرامتنا الوطنية، وهويتنا التي نُفاخر بها الأمم والمجتمعات.
مأدبة الملك راعي الدار، وشيخ القبيلة، ورأس الدولة أبدع فيها المنظمون في التشريفات الملكية، ومستشارية العشائر، ومكتب ولي العهد، كانت فرصة لعهد مكلل بالقَسم من أبناء البادية المُخضّب بالشرف بأن لا تُنكّس للأردن راية، ولن تتحقق لباغٍ غاية وفي رمقنا حياة، عهدٌ ووعد بأن نكون سيف القائد لقطع دابر البغاة والطغاة إن مسّ الوطن قرح، أو ناله جرح من أعداء الوطن ايّاً كانت أهدافهم أو مطامعهم.
أبناء البادية اختاروا الموالاة منذ التأسيس؛ لأنهم ببساطة آمنوا بآل هاشم بشرعيتهم الدستورية والتاريخية والدينية قادة لا يقبلون بغيرهم منذ الملك المؤسس وحتى أبا الحسين الغالي الذي نفتديه بالروح والدمّ؛ هكذا رضعنا الولاء والوفاء والانتماء من أثداء الحرائر، نعم هكذا نشأنا وتربينا واقتنعنا، وهكذا سنبقى بعون الله.
الأمير الشاب؛ ولي العهد نتاج التربية الهاشمية الشريفة، وحكمة القيادة في تعزيز التواصل مع كل فئات الشعب؛ أمير مفعم بكل سمات الدفء الهاشمي وتواضع الكبار؛ أمير يشبهنا في هويتنا وآمالنا وثوابتنا كما هو القائد الإنسان؛ راعي مسيرتنا، ومليكنا الذي نفتدي من أجله والوطن دوام التاج.
في اليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك على العرش نلهج بالدعاء إلى الله العلي القدير بأن يحفظ وطننا ومليكنا، وراعي مسيرتنا؛ قائدًا مظفراً للوطن ومكللاً بالغار ، وأن يحفظ ولي عهده الأمين وشعبنا الأصيل من كل سوء.