رسائل تأييد بحجم حبّ الوطن
نيفين عبد الهادي
04-04-2024 01:04 AM
رسائل تأييد بحجم حبّ الوطن واحترام الأردن وتقدير دوره الكبير تجاه القضية الفلسطينية والحرب على غزة، ربما في وصولها لمسامع وعيون المتربصين بالأردن والباحثين عن درب لخططهم الهادفة إلى الضرر بالأردن والمساس بأمنه وأمانه، يدركون أن الأردن عصيّ عليهم وعلى خططهم، فالأردنيون في حبّهم للوطن وولائهم للقائد لا يشبهون سوى أنفسهم فليس لهذا الحب والولاء حضور بمكان غير وطني.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول وفي اتصال هاتفي مع جلالة الملك عبدالله الثاني قدّر دور الأردن بقيادة جلالة الملك في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه في الحصول على كامل حقوقه المشروعة، كما ثمن مواقف جلالته الثابتة ومساعيه الدؤوبة لوقف الحرب على غزة، ورفض تهجير الفلسطينيين، وصون وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من خلال الوصاية الهاشمية عليها، كما ثمن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الدور الأردني، وكذلك العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسبق وتلا هذه الاتصالات العشرات داخلية وخارجية، إضافة لبيانات العشائر التي تصدر يوميا تأييدا للمواقف الأردنية ودعما لها، وتأكيدا على أهميتها.
حركة دبلوماسية وسياسية تشهدها عمّان، تؤكد أهمية دور الأردن بقيادة جلالة الملك في المشهد العربي والدولي، والدور البارز للأردن في القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، إضافة للدور الضخم في مساعدة الأهل في غزة، وهو بالمناسبة ما يراه الأردن واجب الشقيق لشقيقه، فيما أصوات النشاز تحاول التشكيك بأهمية الموقف الأردني واستغلال عواطف المواطنين تجاه غزة لتغيير بوصلة الاعتصامات والهتافات لما هو بعيد عن الأردن وعن فلسطين وغزة، ظنا منهم أنهم قادرون على فرض أجنداتهم التي وإن علا صوتهم بها فلن تكون محلّ قبول من المواطنين الأردنيين الذين لا يعرفون بابا للحياة سوى الوطن، ومن يجرؤ عليه سيجد أسودا خرجت من عرينها مدافعة عن الوطن وأمنه.
حتما وصلت الرسالة لكل من يسعى لإقناع نفسه قبل غيره أنه سيتمكن من فرض أجندات خارجية في الأردن، وهي ليست المرة الأولى، فطالما تعرض الأردن لمثل هذه الأحقاد والمحاولات البائسة لفرض ما يضرّه ويمس أمنه، لكنه كان في كل مرة يخرج أقوى من قبل، ويضع كل ما حدث خلف ظهره، ليس ناسيا إنما متناسيا حتى يبقى يقظا لأي مخططات أخرى، وتتكسّر على صخور الوطنية الأردنية والثبات والإصرار على ذات الدرب في المواقف، وكل متتبع لتاريخ الأردن يجده الوحيد الذي حافظ على مواقفه كونها الأصح والأسلم، بثبات وقوّة وقناعة بالاستمرار على ذات النهج من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية والأهل في فلسطين في كافة بقاعها.
لمن يختبئون خلف أطفال ونساء بأصوات خافتة يطلبون من غيرهم المجاهرة بها، هل وصلت الرسالة الآن وبعد كل ما قمتم وتقومون به للضرر بالأردن وأمنه؟ هل سمعتم بيانات ورسائل التأييد والتقدير للدور الأردني؟ هل تأكدتم أن الأردن عصيّ عليكم ولن تجدوا لأقدامكم موطئا على أرض العطاء والنضال والمواقف الحقيقية للأهل في فلسطين؟ هل لملمتم ما تبقى لكم من أفكار ومخططات بالية وغادرتم المشهد الأردني بهزيمة عليكم الإقرار بها؟ هل أدركتم من جديد أن ما قمتم به ما هو إلاّ فقاعات كلام؟!.
الدستور