حكومتنا وصرخة النائب فواز الزعبي
02-04-2011 01:20 PM
تحية مقرونة بالاعتزاز للنائب فواز الزعبي ؛ الذي صرخ باعلى صوته في نورمينا ، عندما رفضت شاشتنا الوطنية اسماع صرخته عبر بوقها المتهالك ، وتحية مقرونة بالاعجاب لنورمينا وبرنامج هنا عمان ، وللدكتور سليم شريف الاعلامي المتميز .
لقد بات من المؤكد ان مصير حكومة دولة معروف باشا البخيت ، مرهون بمدى مقدرتها على محاربة غول الفساد كما وصفه دولته في حكومته السابقة ، والذي لم يخلو خطاب لجلالة الملك ، وخاصة خطب العرش من توجيه بالقضاء على الفساد ، فهل الرؤساء يتعمدون مخالفة مطلب جلالته ؟.
لا اريد ان اطيل حتى لا اكرر ، واكتفي بما جاء بالدقائق السبع التي سمعت فيها وشاهدت حديث النائب الفذ فواز الزعبي عبر قناة نورمينا ، سيل من الاسئلة والطروحات المتعلقة بالفساد طلب الزعبي من حكومة البخيت اجراء عمليا بشأنها .
خلال الدقائق السبع مر النائب الزعبي على ذكر ؛ قضية ارض الطنيب ، ارض العقبة الاقتصادية ، بيع مؤسسات الوطن الناجحة ، 12 الف دينار بدل سكن ( ربما لامين عمان) ، التجديد لشركة زين ، ضريبة الدخل والمبيعات على البنوك والشركات والمؤسسات ، واعفاءات ضخمة وتنزيلات هائلة فيما زادت الضريبة على المواطن ؛ حتى على رغيف الساندويش والفلافل ، وتناول قضية اعلام الوطن ، الوحدة الاستثمارية في الضمان ، قضية 60 موظفا يتقاضون 3500 دينار لكل واحد منهم شهريا ، وقضية طالب الدكتوراه العراقي الذي صرف عليه في اوروبا الملايين ، رواتب موظفي الامانة وقدرها 117 مليون فيما كانت عام 2006 45 مليون فقط.
ويذكرنا هذا باسئلة باقي نواب الوطن الشرفاء ، التي لم تلق اجابات الى الان ، و حول بعضها الى استجواب .
المسألة خطيرة ، والفساد له (قرون) في بلدنا ، وربما يكون خط احمر لا يجوز الحديث عنه ، ولهذا نجد جلالة سيد البلاد يطلب العمل العاجل لمحاربة الفساد ، ولكن للاسف ثبت حسب كلام سعادة النائب الزعبي ان مجلس الوزراء في حكومات سابقة ساهم بالفساد بقرارات بمبالغ خيالية . فهل مجالس وزارئنا ( بصيمة) فقط .
لقد عالجت مختلف وسائل التعبير والاعلام الفساد في الاردن واصبح ظاهرة ، فقد جرى الاهتمام برسالة النائب السابق ليث شبيلات ، التي تسائل فيها ؛ كيف نسكت اصوات الجائعين والفقراء ؟، وما قاله في قناة الجديد اللبنانية حول الفساد في الاردن . مسائل كثيرة وقضايا فساد ساهمت الحكومات السابقة فيها ، فقد بيعت مؤسساتنا الناجحة بابخس الاثمان ، واهديت عقود لمؤسسات وشركات (تقاقي عندنا وتبيض عند غيرنا ) ، هذا بالاضافة للفساد الاداري ، فقد ذكر مدير مكافحة الفساد السابق عبد الشخانبة ان الفساد الاداري اكثر انواع الفساد في الاردن .
ومنذ عام 2007 امر جلالة سيد البلاد بالقضاء على الفساد ، الا ان المسؤولين وضعوا في (اذن طين واذن عجين) ولم يعودوا يسمعوا ، فزاد الفساد واستشرى ، الفرصة لم تفت بعد ، فان امام حكومة البخيت ربما ثلاثة اشهر ، لتصحيح المسيرة او الرحيل . واعتقد ان الرجل جاد في محاربة الفساد وقد احبطت حكومته بعد محاولات الفساد ، فالمهم ليس التهويش ( والهبيلنا) والوطنية الزائفة ، ولكن المهم اجراءات عملية بالاصلاح ، والقضاء على الفساد واجتثاث جذوره ، والعدالة ، واسترداد اموال المواطنيين في الموازنة العامة التي سرقت بقرارات من مجلس الوزراء ، فلا يوجد كبير وصعب ، والهجمة الشرسة للفساد في الاردن لا بد من ايقافها . حمى الله الوطن في ظل جلالة الملك وحمى الاردن من فلول الفساد .