الاردن بين الاستهداف ونصرة اهل الضِفاف
م. عبدالله الفاعوري
03-04-2024 02:00 PM
بعد استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا من قبل العدو الصهيوني وما نتج عنه من مقتل قيادات في الحرس الثوري الإيراني في لعبة الصراع خلف الظلام المزيفة بين إسرائيل وايران عبر وكلائها في المنطقة، سيقود ذلك بنا إلى التكهن بالعديد من الأمور فيما يخص ذلك.
لو تحدثنا عن التصريحات في عقب هذه العملية لوجدنا وزير الخارجية الإيراني يقول سنرد بالزمان والمكان المناسبين، إن ذلك وفي ظل ما يشهده الاردن من اعتصامات متواصلة تطالب بوقف العدوان على غزة يجعلنا نتكهن ان ساحة الصراع المزيف الإيراني الاسرائيلي المتمثل بإصابات مختلفة متفق عليها ستطال الاردن لا قدر الله وخصوصا بعد تصريح رئيس حزب الله العراقي على قدرته على تجنيد اثنا عشر ألف مقاتل للمقاومة الإسلامية في الاردن، اضافة الى ما شكلته التهديدات السابقة للشمال الأردني من قبل الميليشيات الإيرانية في سوريا حيث أن هنالك نوايا سابقة لاستهداف أمن الاردن وبسط نفوذ الوكلاء الإيراني فيه من اجل إكمال الهلال الشيعي.
فالفرصة اليوم أمامهم معبدة مع وجود بعض القلاقل الداخلية والتطورات والعدوان الذي يعصف بالمنطقة. أما في حديثنا عن هذا الصراع الإيراني المزيف فوالله لا نجد منهم إلا الدجل والخبث فكلاهما يلتقيان بالمصالح وما يحدث اليوم بالشرق الأوسط وبؤرة الصراع في غزة تخدمهم. لأننا ومنذ بداية الحرب لا نجد من إيران ووكلائها الا المراوغة والتظاهر بالغضب لغزة وشعبها ولا نجد من حدود الشمال الاسرائيل المتمثل بحزب الله الا استهداف ابراج ومنشئات وكانها مخطط لها بين الطرفين، كذلك بالنسبة للميليشيات في سوريا والعراق يتحركون اليوم بحركات مريبة على الحدود الاردنية استغلالا للأحداث من اجل النيل من استقرار الاردن بحجة الرغبة في قتال العدو الصهيوني مع العلم ان هنالك حدود مشتركة بين كل من سوريا والعراق مع فلسطين المحتلة . أما فيما يخص الحوثي وإغلاقة للبحر الأحمر نقول له ان هدفه الرئيسي في ذلك هو خدمة مصالح إيران مع الاقطاب الاخرى واقصد روسيا والصين لانه لو كان مخلصا لنصرة غزة لذهب للقتال فيها وإرسال الصواريخ بعيدة المدى التي يمتلكها والقادرة على زعزعة استقرار حدود الكيان، مع انني احترم الشعب اليمني الطيب وصدق نيته الذي يذهب ضحية خبث قياداته. فاليوم اصبح الاردن الهدف باستغلال الاضطرابات الداخلية والصراع الذي هدد أمن المنطقة من اجل تحقيق هذا الهدف.
لكن نقول لمن يستهدف أمن الوطن ان الاردن بوحدة شعبة وتعاضدهم وتراحمهم فيما بينهم وديانتهم القوية السنية المتماسكة العطرة وقيادته الموحدة للصفوف سيبقى عصيا على الاستهداف بهمة جيشه ورباطة جأش أبنائه، فاحشدوا ما شئتم من مكركم وخداعكم وتحريضكم فلن تحصدوا الا الشوك من العنب وسيبقى الاردن أرض رباط داعما سندا لفلسطين وغزة وأهلها وللمقدسات، والوعي والحذر لكل أبناء الشعب لكي لا يكونوا لقمة سائغة لاصحاب الاجندات الخارجية، فكلنا غزة وكلنا اهل غزة والارتباط المتجذر للشعب الأردني والفلسطيني وغزة يفوق الجميع.