عمون- في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي وتتجاوز حدود الخيال، يبدو أن السؤال "هل سيكون مديرك القادم روبوتًا؟" لم يعد مجرد فكرة خيالية بعيدة المنال.

"الروبوتات والذكاء الاصطناعي" أصبحا جزءًا لا يتجزأ من العديد من الصناعات ومجالات العمل في القطاع الخاص والحكومي ايضاً، مما يجعلنا نتساءل عن الدور الذي قد يلعبانه في مستقبل "الإدارة والقيادة".

أولًا، لنفهم السياق.

"الروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي" تتطور بسرعة مذهلة، وقد أثبتت بالفعل كفاءتها في تنفيذ المهام المتكررة والدقيقة بدقة وسرعة تفوق القدرات البشرية، ولكن، هل يمكن لهذه الآلات أن تتولى دور "الإدارة والقيادة"؟

"الإدارة" لا تعتمد فقط على تنفيذ المهام بكفاءة، ولكنها تتطلب أيضًا القدرة على التفاعل الإنساني، فهم العواطف والتعامل معها، واتخاذ قرارات تتطلب حكمًا وتقديرًا، بينما يمكن للروبوتات تحليل البيانات واتخاذ قرارات مبنية على المنطق، فإن السؤال يظل: هل يمكن لها أن تحل محل الحس الإنساني والقدرة على فهم النواحي الإنسانية؟

من جهة أخرى، قد يكون هناك مجالات حيث يمكن للروبوتات أن تلعب دورًا إداريًا فعالًا، على سبيل المثال، في المجالات التي تتطلب مراقبة دقيقة للبيانات واتخاذ قرارات سريعة بناءً عليها، مثل الإدارة اللوجستية أو إدارة المخزون.

في النهاية، قد يكون من المحتمل أن نرى روبوتات تتولى بعض الأدوار الإدارية، ولكن من غير المرجح أن تحل محل "القيادة البشرية" بالكامل.

القيادة تتطلب تعاطفًا، إبداعًا، تأثيراً، الهاماً وقدرة على التعامل مع المجهول - صفات لا تزال خارج نطاق الذكاء الاصطناعي حتى الآن، ومع ذلك، يمكن للتعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي من زيادة الإنتاجية.

في الواقع، يمكن أن يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في الإدارة إلى تحسين عملية اتخاذ القرار، من خلال توفير تحليلات دقيقة وموضوعية، كما يمكن للروبوتات أن تساعد في تقليل الأخطاء البشرية وزيادة الكفاءة في المهام الروتينية، مما يتيح "للقادة" التركيز على الجوانب الاستراتيجية والإبداعية لعملهم.

من المهم أيضًا النظر إلى التأثير الاجتماعي والأخلاقي لاستخدام الروبوتات في الإدارة، لذلك يجب التأكد من أن التكنولوجيا تُستخدم بطريقة تعزز "العدالة والشفافية"، وأنها لا تؤدي إلى فقدان الوظائف أو تقليل القيمة الإنسانية.

بينما يمكن أن نشهد في المستقبل القريب تولي الروبوتات لبعض "الوظائف الإدارية"، إلا أن "القيادة البشرية" ستبقى ضرورية لـ"توجيه وتحفيز الفرق والتأثير فيها"، وللتعامل مع التحديات التي تتسم بالتعقيد والغموض. قد تصبح الروبوتات "مدراء"، ولكن "القادة الحقيقيين والأصيلين" سيظلون دائمًا من البشر.