هذا اليوم لن يكون يوماً عادياً من أيام بادية الشمال، وسيكون باذن الله وحوله وقوته ... يوماً استثنائياً وجميلاً ومشرقاً، فالباديةُ على موعدٍ مع زيارةٍ ملكيةٍ هاشميةٍ غالية ..وهي سُنةٌ حميدةٌ، إستنها الهاشميون، دون غيرهم، من أُسر الحكم في هذا العالم ....ولو قُدِّر لي اليوم أن أكون في حضرة الملك، لأوجزت مايلي :
إن هذه الزيارة تأتي في ظل ظروفٍ محلية واقليمية ودولية دقيقة ومعقدة وغير مسبوقة تحتاج منا جميعاً أن نعي دقة المرحلة وأن نُدرك فظاعة التحديات وأن نتيقظ تمام اليقظة .وأن نرص الصفوف خلف قيادتنا الحكيمة وجيشنا البطل وأمننا المحترففساحاتنا ومياديننا ومنظومة أمننا الوطني أضحت جميعها في دائرة الاستهداف...وفيالق الولي الفقيه باتت اليوم على مشارف حدودنا الشمالية والشرقية ولاتستحي من تهديدنا واستهداف امننا صبح مساء .
إن ابناء البادية الشماء فخورون كل الفخر بشجاعة جلالة الملك ..وإقدامه وفروسيته ودفاعه عن شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف..وذوده عن حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وفخورون أيضاً بفروسية ومروؤة سمو ولي عهده الامير الحسين ...وبقربه من اهله وعشيرته وفخورون جداً بهذا الحضور البهي والفاعل لصاحبة الجلالة لملكة الانسانة رانيا العبدالله على الساحتين الدولية والاقليمية.
يرى ابناء البادية أن تعامي البعض عن المواقف العظيمة والمشرفة التي يضطلع بها الاردن قيادة وحكومة وشعباً نصرة للشعب العربي الفلسطيني الشقيق وتعالي أصوات النشاز من بين ظهرانينا وفي شوارعنا ونكران الجميل لا ينبغي ابداً أن تنعكس سلباً على مواقفنا الاصيلة والثابتة الداعمة للحق الفلسطيني والداعية الى وقف حرب الإبادة البشعة التي ترتكب بحق أهلنا في فلسطين.
يرى أبناء البادية ان حكومة جلالة الملك والتي قد تم تكليفها في ظل ظروفٍ استثنائية وتحديات غير مسبوقة تستحق الشكر والثناء ويسجل ابناء البادية لدولة الدكتور بشر الخصاونة وفريقه الوزاري تحملهم لأمانة المسؤولية بكل شجاعة واقدام واخلاص إن على مستوى الشأن الداخلي أم على المستويين الاقليمي والدولي ويرون ان هذه الحكومة قد سجلت حضوراً فاعلاً ونشطاً ومؤثراً في مواقع القرار وعملت بجد وإخلاص لمعالجة آفتي الفقر والبطالة وتحملت ارتدادات الازمة السورية ...وفاجعة كورونا وأبلت بلاءاً حسناً في انجاز مهمة التحديث السياسي والاقتصادي والاداري . وتعديلات دستورية مفصلية ....واجتهدت في ترشيق الادارة العامة...وحاربت الفساد ..وجففت منابعه .
إن بادية الشمال ..سلة غذاء الاردن وخزان جنده الذي لاينضب ولن ينضب باذن الله تستحق اليوم أن تُعلن إقليمياً اقتصاديا ً متكاملاً..من شأنه ان .يساهم في حلحلة أزمتنا الاقتصادية ...وأن يعالج قضيتي الفقر والبطالة ...وأن ينتشل الشباب من آفتي المخدرات والضياع.
إن تواجد الالاف من البدون في بادية الشمال...ومنذ سنين .....وفي ظل مايجري في خاصرتنا الشمالية ...يشكل تهديداً مباشراً لمنظومة امننا الوطني ...الامر الذي يستدعي معالجة عاجلة ودقيقة.....تُحدد فيها هوية المقيمين على ارض المملكة ....وتحول دون حدوث اي خرقٍ قد يمس بمنظومة امننا في قادم الايام.