اي وعي سياسي وثقافة وطنيه يقظة ان ينادى على رجالات الامن العام بالصهاينه خلال المظاهرات الاحتجاجية في عمان تعبيرا عن الغصب الشعبي على جرائم اسرائيل والوهن العربي ؟
و حتى لانكون كالتي نقضت غزلها فعلينا ان نتذكر انه ليس من ادبيات الممارسة الديموقراطية وحرية التعبير ان يتجاوز البعض حدود الوعي لما يقول او التطاول على الامن الوطني وسيادة القانون٠
وحتى لاتتحول مظاهراتنا الى فوضى وغوغاء فانه من الواجب الاخلاقي والوطني الالتزام بأدبيات التظاهر حتى تكون تلك الانتفاضة الشعبية انعكاسا لوعي مجتمعنا وفي اطار المسؤولية الوطنية المدركة لحجم التحديات الدولية والاقليمية والظروف العربية الوحدوية المتهالكة.
ومن هنا ولطالما في الاردن متسعا للجميع لان يدلي بدلوه الديموقراطي وان يعبر بحرية سقفها السماء فانه لابد من احترام هيبة الدولة وعدم التطاول على حدود الصالح العام فكلنا نتقطر الما على غزة وفلسطين ملكا وحكومة وشعبا وجيشا ولا مجال للمزاودة على بعضنا وليس لدينا ملعبا للعب بسيادة هذا الوطن الذي تحاول ايادي الشر ان تطال امنه لثنيه عن مواقفه العروبية المساندة للحق الفلسطيني المشروع في الدفاع عن ارضه والثبات والصمود في وجه مخططات إسرائيل بتهجيره الى أرض الاردن الطهور٠
اننا اليوم مضطرين لامخيرين ان نحدق بعيوننا على امننا الوطني وبيد تمسح بالرحمة والصفح على رأس المسيء وبيد اخرى نحمل القنوة لمن يريد ان يخترق جدارنا الوطني من العابرين الغابرين دعاة القومية والاسلامية ورعاة الخراب والارهاب في اوطاننا.
هذا هو الاردن كغيره من دول العالم التي تسمح بالتظاهر الديموقراطي الحضاري ولكن لن يسمح بالاستثمار السلبي من قوى الشد العكسي لتفريغ طاقات سياسية بلا محتوى او مضمون ولا تمت بصلة لدعم الصمود الفلسطيني وانما ياتي ذلك في حدود التفريغ السياسي والقهر من التخاذل العربي وهذه ليست مسؤولية الاردن لطالما حاول ولا زال في كل المحافل الدولية وجميع المنابر الاممية ان يوقف العدوان الصهيوني ولكن العين بصيرة واليد قصيرة لايمكنها لوحدها لي الذراع الامريكي وكسر رقبة إسرائيل وهذا واقع يفهمه كل مدرك وواعي لما يدور حوله من احداث ومتغيرات ٠
جهاز الامن العام يؤدي واجبه منطلقا من ثوابته الوطنية في حماية هذا الوطن وانفاذ القوانين وعدم مخالفتها والمحافظة على طمانينة المجتمع وسلامة المتظاهرين وصيانة حقهم بالتعبير المشروع وفي إطار القوانين وتحت مظلة الامن وبالتالي لا يحق لاحد
ان يصف افراده الابطال بما لايليق بعظمة هذا الجهاز الابي وهم ابناء شعبنا العظيم الذي كان على الدوام قدوة صالحة لكل المجتمعات والشعوب تميزه صفات النخوة وقيم العروبة ورقيه الثقافي واخلاقه الرفيعة وصفاته السامية ٠
شعبنا الاردني متحضر له امجاده في تاريخ الانسانية وله من الانجازات مايستحق الفخر والاعتزاز وكفانا جلدا لانفسنا ولطما على وجوه بعضنا