لا مكانَ في الدنيا بالنَّسبةِ للإنسان أعز من وطن يألفه ويحن إليه، كمسرح ينعم فيه والجميع بالمساواة وتكافؤ الفرص، شريطة عدم تجاوز الحدود والأعراف والحريات العامة وأمن الوطن واستقراره، هذا الوطن الذي يحتاج إلى مزيد من بذور الولاء والانتماء في عقول ونفوس مواطنيه؛ كي يُصبح سلاح كل منا، يخلص لوطنه، ويمنع مرور الأعداء من خلاله، لنتغنى به كما تغنت به أمجادنا، وصار حنينه قيثارة الشعراء وملهمهم، لا سيما إذا لامس حب الوطن كل واحد فينا، وهنا أستذكر ما قاله أبو تمام:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ** وحنــــينه أبدًا لأول منزل
سأل حكيم أحد الأشخاص: ما هي أحلامك؟ فرد: بأن أمتلك بيتاً، وأبني أُسرة، وأن يكون لي مصدر عيش، ومسكن آمن، فرد الحكيم: لم أسألك عن حقوقك، بل عن أحلامك!!. لنفهم أن الوطن وأهله لصيقان مُكملان، وإن حدث جور منهما أو من أيهما يبقى الوطن وأهله مركز الانتماء والولاء، وغرسهما في أجيالنا القادمة واجب علينا. فلحب الوطن والولاء أبعاد ومحاور ووسائل وغايات علينا الالتزام بها، حول شعار وطني "لا يمكن المُساومة على الوطن". فصدق شاعرنا ابن الرومي حين قال:
ولي وطن آليت ألا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا
إن ما تعيشه بلادنا من نعم كثيرة تستلزم منا تقديرها والمحافظة عليها. فإثارة الفتن وزعزعة أمنها واستقرارها كل ذلك من كفر النعم، وهو ما نراه من حولنا .. أعمال تعصف بأرواح أبناء الوطن واستقراره الداخلي، ولن أزايد على أحد؛ لعلمي أن من يستنشق هواء الأردن لن يسمح بأي مكروه يمسها. فما بالك بابن هذا التراب الطاهر والأرض الطيبة، لن يكون غرسها إلا كطيبها وطهرها، عاهدنا ونعاهد أن نبقى أولادك البارين المخلصين لكل ذرة فيك أردن الهواشم، حتى خروج الروح من الجسد، فلن ينال منك أي عابث ما حيينا، وليبقى وطننا أنموذجاً فريداً يغبطنا عليه العالم في التعامل والتفاعل مع كافة القضايا، فهي مع المظلوم والمحتاج والمنكوب، وهي لمسة حنان مع كل متضرر.
أجل، إن وطننا الغالي جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية، أنوارها تهدي عقول الضالين والمسافرين.
حفظ الله المملكة الأردنية الهاشمية من كل شر، وحفظ من حمل أمانة الحكم الرشيد الملك عبدالله الثاني بن الحسين -حفظه الله- وأدام علينا الأمن والأمان، ورد كيد الخائنين الكائدين في نحورهم. تدقيق الاستاذ علي القضاة