يا أيُّــــها المَـــلكُ العــَـزيزُ مَقامُــه يا ابـــــنَ الكــــــرامِ ويا أَجلُّ قَبيلا
أنْعِـــــم فإنَّك مِـــنْ أَرومَــةِ هاشـمٍ الأَعْظَـــمينَ مكَانـــــــةً وسَليـــــــــلا
دُرَرٌ مــــلأْلئَـــةٌ يَعـِـــــــزُّ نظيرُكُــــــم ومُفَضَّلونَ على الوَرَى تَفْضِيلا
يَكْفِيـــكَ أَنَّ اللهَ أَنْــــــزَلَ وَحْيــــــــُـه وَكِتــــابَــــــهُ ببيوتِـــــــكُم تَنزِيــــــــــلا
وَحَبَاكُمُ مِنْ دُونِ سَـــائِرِ خَلْقـــــهِ مُــــذْ صَـــــارَ طــــــهَ هادِياً ودَليلا
الحَـــامِلونَ مِنَ الجُدُودِ رِسالــــةً والـــــــوِارثـــونَ نُبُــــــــــوَّةً ورَسيـــــلا
فَـــــحَفِظتَ خَيرَ رِسالَةٍ بأَمانَةٍ وَبَـــنيْتَ مِنْــــها أَنْفُسَــــاً وَعُقـــــولا
لَكُــمُ الرِّفادَةُ والحِجـــابَةُ واللِّــــــــوا وسِقايَــةُ الحَــــجِّ الشَّريفِ سَبيلا
وضُيْوفُكُمْ أَسْمَى الضِّيوْفِ مَكَانةً مِمَّــــــنْ بِمَكَّــــــــة هلَّلــــوا تَــــــهْليلا
إِنْ كَانَ حَاتِــمُ قَـدْ سَخــا بِجَوادِهِ وَقَــــــــرَى بِلَيـــــلٍ قَاوِيـــــــاً ونَزِيـــــلا
فَالْهاشِمِــيُّ قَــرَى بـِـأْلفِ نَقيعَـةٍ وَسَقى الحَجيجَ الماءَ السَّلْسَبيلا
أَنتـُــمْ حُمَـاةُ الحَــقِّ أَنْتُــمْ سَيْفُـهُ وَعَــــــــدالَةٌ لَــــــنْ تَنْحــــــِنِ وَتَميـلا
أَهْلُوكَ مُنــذُ الجِاهليــَّةِ أَنْصَفــوا وَدَعَوا إِلى حِلْفِ الفُضُولِ عُدُولا
وَتَعَاهَــدوا أَلَّا يُضَامَ بِحَوْضِـــهِمْ بَيــــْنَ الظَّـــــواهِرِ والبِطَــاحِ كَليــلا
أَهْلُ السَّماحَةِ مُنْذُ مَكَّةَ أَسْلَمَتْ لا غِلْـــــظَةً فــــي سِفْـــــرِهِمْ وَغَليلا
أَمَّا إِذا صَـــاحَ المُنَادِيُ للوَغَــى فَسيُوفُهم تَعْلــو السِّيوفَ صَليـــلا
وَجيَادُهُمْ مَــا طَأْطَأْتْ بِرُؤوسِها أَو أَطْرَقَتْ عَنِ الصِّهيلِ صَهيلا
نَالوا الإِمَامَـةَ والرِّيَــادَةَ بِالرِّضَى لا بِالتَّعسُّـــــــفِ والـــــهَضيمَةِ نَيلا
أَنْتــُمْ مَنَـــــاراتُ العُلــومِ ودُورُهـــا المـــــوقِدُون مَشَــــــاعِلاً وَفَتيــــــلا
وقُصوركـــــم العــــامرات بــــعزِّكُم للمـــــرتجين حوائجــــــــاً ومُعيــــــلا
ما كُنْتَ رَغْمَ الضَّائِقاتِ مُقَصِّراً أَو بَاتَ شَعبُكَ خَائِبــــاً مَخْــــــذولا
أَو كُنتَ عَنْ هَمِّ الوَرى متَوارِياً أَو صِرْتَ عَنْ حَاجاتِهِمْ مَشْغولا
يا مَوْئِلَ الأَحْرارِ يَا حَـامِي الحِـمَى يَا ضَـــامِناً لِمَـنْ يَلــــــوذُ دَخيـــــلا
نَشــــرْتَ بِالعَفــــوِ الكَـــــريمِ مَسَــــــرَّةً غَمَــرَتْ قُلوبَ الصَّــابِرِينَ طَويــلا
صَفْحُ المُــلوكِ وَعَفْوُهُـمْ وَعَطَـاؤهُمْ لَا مِنَّـــــةً أَو نَاقِصَــــــاً وضَئيــــــلا
لَكِـــنَّ سَمْــــحَ الهَــــاشِمِيِّ وَبـــــــذْلَهَ فَــــاقَ الفُـــراتَ بِفِيضِـــه والنِّيــــلا
جُودٌ وَصَفْـــــحٌ تَوْأَمــــانِ كِــــــلاهُما كَالـــــرَّافِديْنِ تَدَفُّقــــــــــاً ومَســـــــيلا
لــو أَنَّ في عُرْفِ المُـــــلوكِ مَراتِبٌ لَكَـــــانَ مَنْزِلُكَ الأَغَــــــرُّ سُهَيْـــــلا
وَبِجَاه مَنْ رَفَعَ االسَّمــاواتِ الـــعُلَا وَأَنْــــــــزَلَ القُـــــــــرآنَ والإِنْجيـــــــلا
أَنْ يَحْفَظَ القَصرَ المُنيفَ مُــــعَزَّزَاً وَأَنْ يُديـــــمَ التَّــــــاجَ والإِكْليـــــــــلا
وأَنْ يُــــعِيذَ أَبَـــــــا الحُسَــــينِ وَآلَــهُ مِـــنْ حـــاسِدٍ يَدَعُ السَّليمَ عَليـلا
أَنتَ الكَـــــريمُ والكِــــــرامُ خِصَالُـــهُمْ رَدُّ الجَمـــيلِ إِلـــى الـــوفيِّ جَميلا
فَأنَـــــا إِذا لَـــــمْ أَفْتَخِـــــــرْ بِمُـــــــعزِّزٍ فَلِمَــنْ أَكيـــلُ المَـــدحَ والتَّبْجيـــلا
صَلَّــى الإِلــــهُ عَلَـــى النَّبــــيِّ وآلِـهِ صَـــــلُّوا عَلَيهـــمْ بُكْـــــرَةً وأَصيـــلا
صَـــــلُّوا عَلَــى خَــيرِ الأَنَامِ وأَكثِروا وَكَفَـــــى بِرَبِّ العَالمـــــِين كَفيــــلا