الأحداث الأخيرة في غزة تثبت مرة اخرى أن الموقف الأردني متقدم على الموقف الشعبي وهذا ليس جديدا على الموقف الأردني بل هذا من ثوابت الدولة الأردنية التي تعتبر أن القضية الفلسطينية وحرمة المسجد الأقصى خطا أحمر لا يمكن تجاوزه او المساومة عليه
لسنا في صدد ذكر او تسجيل هذه المواقف عبر التاريخ لانها كثيرة جدا ووصلت الى حد لا يمكن تجاهله فعلى سبيل المثل لا الحصر الموقف الأردني من صفقة القرن الذي وصل إلى حد الوقوف في وجه السياسة الأمريكية والرئيس الأمريكي السابق ودونالد ترامب لا تخفى على احد ولم يمر الوقت الطويل لننساها بل ما زالت حاضرة في اذهان الأردنيين والعالم اجمع .

واليوم يثبت الأردن مرة اخرى في الأحداث الأخيرة فيما يجري في غزة والضفة الغربية ان الموقف الأردني لم ولن يتغير وكان متقدما ليس على الشعب الأردني بل وحتى على الشعوب العالمية والتصريحات التي اطلقها الأردن من بداية الأزمة ما زال قادة العالم والشعوب ترددها.

فنحن بحمد الله حبانا الله في المملكة بقيادة رشيدة تنتمي إلى هذه الامة وقضاياها وليست منفصلة عنها ولو لمرة واحدة .

اما ما يحدث في غزة والضفة اليوم من ظلم كبير وعدوان غاشم على اهلنا هناك لا يمكن حله من خلال التدخل العسكري كما يطالب به البعض لان القضية تحتاج إلى تكاتف الدول العربية والأسلامية واحرار العالم لاتخاذ موقف حاسم وحازم ولا يمكن تحميل الأردن لوحدة مسؤولية ما يجري هناك فالقضية الفلسطينية قضية عالمية ومركزية .

ولن يتواني الأردن في اللحظة التي يهدد فيها امنه واستقراره من العدو الصهيوني من اتخاذ الخطوات الضرورية واللازمة إذا استدعى الأمر ذلك.

فنحن لا نشكك في شجاعة قيادتنا الهاشمية وجيشنا المصطفوي من تحمل المسؤولية كاملة نيابة عن أمته العربية والإسلامية بل ونعتقد جازمين ان الاردن دائما في طليعة الدول التي تتقدم المشهد من جميع جوانبه وحيثياته بكل شجاعة واقتدار .

ايها الشعب الأردني العظيم يجب ان نكون نحن في مستوى المواقف الأردنية المتقدمة ولا نطالب الدولة الأردنية ان تكون متقدمة في مواقفها مع علمنا اليقيني من خلال مسيرة الأردن التاريخية انه لم يتخل عن مسؤولياته العربية والقومية في مواجهة الغطرسة الصهيونية .

الوعي بدقة الأحداث التي تدور حولنا وصعوبة الحالة مما نشهده يجعلنا نقدر عاليا المواقف التي قدمتها الدولة الأردنية على جميع الاصعدة محليا وعالميا وان تعاملات الدولة الأردنية التي تعيش في وسط حالة من التوترات الكبيرة حوله يجعلنا ندرك حجم التحديات غير المسبوقة التي يعيشها الأردن ولذلك مهلا ورفقا ايها الشعب الأردني فالوضع الراهن يتطلب منا ان نسير في هذا الطريق الحاد والضيق والوعر بحكمة بالغة ونحن نؤمن قطعا ان ما يفعله جلالة الملك والحكومة دائما وابدا يصب في المصلحة الوطنية العليا للشعب الأردني والشعب الفلسطيني على حد سواء وان اي تهور لا سمح الله قد يجرنا إلى ما لا تحمد عقباه .