كذبة نيسان .. أصلها وحُكمها
01-04-2024 11:14 AM
عمون - تعتبر كذبة الأول من نيسان تقليد قديم منتشر في جميع انحاء العالم، رغم ان لا أحد يعلم على وجه التحديد أصل هذه الكذبة وكيف بدأت.
ويحيي الكثير حول العالم في اليوم الأول من شهر نيسان هذه الكذبة بأجواء فكاهية، حيث تبدأ الطرائف والأكاذيب بالتراكم ومن ثم تتلاشى مع انتهاء اليوم الأول من الشهر.
واستعرض موقع ناشونال جيوغرافيك أشهر الطرائف التي قيلت في هذا اليوم وأحدثت ضجة كبيرة حول العالم ولا تزال تتداول بعد مرور سنوات طويلة، وأبرزها كذبة "غسل الأسود" التي تعتبر أقدم كذبة نيسان مسجلة اذ تعود لعام 1698، حيث تم دعوة الناس في لندن لمشاهدة الحفل لغسل الأسود في منطقة برج لندن، وبعد توجه الكثيرين للمشاهدة تبين ان الأمر مجرد كذبة، الا ان اللافت في الأمر تصديق البعض لهذه الكذبة وترديدها في كل عام في نفس التوقيت لمشاهدة حفل غسل الأسود.
وايضا في عام 1905 انتشر في ألمانيا خبر حول سرقة الذهب والفضة الموجود في وزارة الخزانة الفيدرالية الأميركية بعدما حفر اللصوص نفقا أسفل المبنى، اذ افادت الصحيفة ان ثمن المسروقات بلغ 268 مليون دولار وهو مبلغ هائل جدا بمعايير ذلك الزمان، وسرعان ما انتشر الخبر بين الناس وأعادت الصحف الاوروبية والأمريكية نشره، وفي النهاية تبين انه كذبة من خيال من صاغ الخبر.
أما في العام 1957 فأصبحت كذبة نيسان حدثا إعلاميا لأول مرة بعدما أخبرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مشاهديها أن هناك محصولا استثنائيا من السباغيتي في سويسرا في ذلك العام ونشرت مقاطع لأشخاص كانوا يقطفون ثمار السباغيتي، ورغم ان الأمر واضحا ولا يوجد شجرة من المعركونة الا ان بعض المشاهدين اتصلوا ليعرفوا كيفية حصولهم على شيجرات السباغيتي.
كذلك في عام 1992، انتشرت كذبة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون بعدما قال جملة "أنا لم أفعل أي شيء خطأ، وسأفعلها ثانية"، معلنا بذلك رغبته في الترشح للانتخابات الأمريكية ذلك العام، رغم انه استقال من منصبه بعد عدة فضائح وكانت عودته مستحيلة لأسباب عدة أبرزها العمر.
وبعد الاعلان عن رغبة نيسكون ظهر اثنان من كبار الخبراء في السياسة لتحليل هذه الخطوة الدراماتيكية وتأثيرها على السباق الانتخابي وانهالت اتصالات المستمعين على الإذاعة والذين عبروا بدورهم عن صدمتهم وغضبهم من الأمر، حتى تبين ان الرجل الذي قال هذه الجملة لم يكون نيكسون، ورغم انها كانت فكرة مستحيلة إلا أن آلاف الناس صدقوها.
ومن أبرز الخدع الخطيرة المسجلة عام 1996 شراء جرس الحرية، حيث نشرت سلسلة مطاعم تاكو بل، إعلانا في صحيفة قالت فيه إنها اشترت جرس الحرية في ولاية بنسلفانيا، الذي يعد رمزا للاستقلال والثورة في الولايات المتحدة، وهو ما ازعج الكثير من المواطنين بسبب حساسية هذه المزحة.
عمون تواصلت بدورها مع دار الافتاء لسؤالها حول حُكم هذه الكذبة تحت بند الفكاهة، وكان ردها:
يحرم الكذب شرعًا ولو بقصد الفكاهة، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/ 119، وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ فُجُورٌ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا). والله تعالى أعلم.