تم نسخ الرابط
ليست فلسفة ولا عصفا ذهنيا، ولا نحتاج لأي أدلة وبراهين، لنثبت لغيرنا بأن الأردن صمد قرنا من الزمان في مواجهة المؤامرات من كل الأشكال والأحجام، ونجح، وازداد متانة وقوة وخبرة، فهل نحتاج لهذه الأدلة والبراهين لنثبت هذه الحقيقة لأنفسنا او لبعضنا؟..
سرعان ما يتم اختطاف الاحداث الأردنية الشعبية المحترمة، التي يتماهى بها الشعب مع الدولة مع الملك، لخدمة قضية ما، لا سيما قضيتنا «فلسطين»، فهي قضية أردنية سواء اتفق العالم الخارجي مع هذا أم لم يتفق، أما داخليا فكل الأردنيين يقتنعون بوحدة الدم والمستقبل والمصير مع فلسطين وقضيتها وشعبها.. ولو اردنا ان نتحدث عن الموقف الأردني تجاه فلسطين وقضيتها وشعبها وحقوقه، فنختصر كل الحديث بالقول بان الأردن تنازل كثيرا عن مصالحه وتحمل أعباء فوق الأعباء من أجل فلسطين وقضيتها.
في الحدث الإجرامي الدائر منذ السابع من «أكتوبر»، يبذل الأردن كل ما في وسعه، ويستغل كل ما من شأنه ان يساعد الفلسطينيين، سواء بوقف الجريمة او تقديم المساعدات للشعب المنكوب، او التضامن الشعبي والرسمي معهم، ولا مزايدات على أحد، ولو اردنا مثلا التحدث عن الأجهزة الأمنية ومنها جهاز الأمن العام، فالأعباء والواجبات التي يقدمها منذ حوالي 6 أشهر، هي مجهودات وواجب لا يجري تقديمها إلا في ظروف الحرب، ومع ذلك فلا أخطاء حدثت، ولا يمكن ان ينجح أحد في دفع مثل هذا الجهاز للإنزلاق الى منحدرات الأخطاء، وهذا موقف أردني كبير، فليس من السهولة ولا حتى على بلدان اوروبا وأمريكا، أن تتعامل مع مثل هذا الغضب الشعبي، وتجري الأحداث في الميدان بلا أخطاء..
لكن ثمة خطاب معروف يريد أن تحدث الأخطاء، وقد لاحظنا هذه الخطاب على شكل هتافات منذ اليوم الأول للعدوان المجرم، وقلنا ما هي الا ثورات غضب، طبيعية، ولا يمكن أن نتناسى الجريمة الكبرى التي تحدث في فلسطين، ونتبع هفوات وأخطاء فردية، قد تقودنا إلى مسار آخر لا يخدم فلسطين ولا الأردن.
يستطيع الأردن أن يلتفت لمصالحه العليا، كغيره من الدول، ويسهل على الأردن ان يغير أسلوب تعامله مع تنظيمات فلسطينية واسلامية بعينها، ويفعل كما يفعل غيره معهم منذ 100 عام، لكنه لا ولن يفعل، لأن الأردن دولة راشدة حكيمة مهتمة بالقضية المصيرية، وتتغاضى كل الوقت عن هفوات وأخطاء الآخرين.
لا نريد ان نتحدث عن تلك المشاكل المعهودة، التي تكررت كثيرا، وتعامل معها الأردن بكل حكمة وتسامح، لأن الخطر الداهم أكبر من كل مرة، والمسرح الدولي في المنطقة وخارجها مهيأ للوثب إلى منعطفات وزوايا حرجة وقاتلة.. واللبيب ومن يريد الخير لنفسه ولفلسطين وللأردن، بالإشارة يفهم.
فاحذروا وحاذروا.
الدستور