يكذبون حتى يصدقون أنفسهم .. فهل من يصدقهم؟!
لما جمال العبسه
31-03-2024 08:13 PM
يوما بعد الآخر تثبت الولايات المتحدة الأمريكية انخراطها غير الانساني في حرب التطهير العرقي التي تمارسها ذراعها النازي المسمى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، والفلسطينيون هناك موعودون الآن بأرطال من القنابل الأمريكية ستُلقى عليهم، من خلال 25 طائرة مقاتلة ومحركات من طراز «إف 35 إيه»، تحت ذريعة مساعدة الاحتلال الصهيوني للقضاء على المقاومة في غزة ومنع أي تهديد بتكرار ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.
منذ بداية هذه الحرب المجنونة على قطاع غزة وخلال الستة أشهر الماضية لم تنقطع الادارة الأمريكية عن الامداد العسكري عدة وعتادا لجيش الاحتلال الغاشم، وعلى اعتبار أن العالم يتمتع بدرجة غباء عالية يقول شفهيا انهم ضد قتل المدنيين تحت بند حقوق الانسان وهم يقفون دائما في صف هذا القانون شفهيا، فيما لم ولن يتخلوا عن دولة اسرائيل المزعومة وسيبقون سندا عسكريا لها للدفاع عن نفسها ، فقتل المدنيين إنما جاء لأن المقاومة هناك تتخذهم دروعا بشرية!.
لا يكاد يمر يوم إلا ونشاهد على شاشات التلفزة تجاوزات القوانين الدولية والحقوق المدنية التي تقترفها آلة الدمار الصهيوامريكية الوحشية على الشعب الاعزل، وكان اخرها قتل مدنيين عزل يحملون الرايات البيضاء وهم بالمناسبة يريدون الرجوع الى ديارهم شمال القطاع وبكل دم بارد يتم دفنهم بجرافات داخل تجمع قمامة، على اعتبار أن الشعب الفلسطيني في نظر هؤلاء النازيين قمامة (حاشاهم) ، والرد الامريكي طبعا نحن طلبنا تحقيقا فيما إذا كانت هذه الفيديوهات حقيقية ام مفبركة وإذا كانت صادقة لابد من اسباب جعلت من هذا الجيش الاخلاقي القيام بمثل هذا التصرف.
تحت بنود قانون الدفاع عن النفس وقوانين الحرب واخلاقياتها –تلك التي نظمتها واشنطن واسرائيل على مقاسهما- توجد اجوبة سريعة لمثل هذا الاجرام البين والواضح، فاذا ما افترضنا أن هذا الامر هو قانوني فهل هو اخلاقي او يتماشى مع اقل حقوق الانسان، كيف يمكن لهم تصديق انفسهم بأنهم اقنعوا العالم بمثل هذه الحقوق القانونية المزعومة، وكيف لهم أن يستمروا في استغفال واستخفاف عقول من يرى مثل هذه المناظر التي تقشعر منها الابدان، إلا إذا كانوا وحوش على هيئة بشر ليس اقل من ذلك.
والاكثر غرابة أن يقر الرئيس الامريكي يالالم الذي يشعر به الامريكيون العرب بسبب الحرب في غزة وبسبب الدعم الامريكي لاسسرائيل وهجومها العسكري، إلا انه لازال وبكل صلف وتعنت يتعهد بمواصلة هذا الدعم ليضمن تفوقا عسكريا صهيوامريكي على المقاومة التي تصنع اسلحتها بأدمغتها وبيدها، ولم يدرك بعد مضي نصف عام أن الامر متعلق بالحق الذي هو اقوى واعدل من آلته العسكرية النوعية والمتفوقة بمراحل على سلاح المقاومة الباسلة هناك.
لم تدرك الادارة الأمريكية انها وربيبتها لم تستطيعا برغم هذا التفوق من النيل من ارادة الشعب الذي لا يرى سوى انه مخلوق الآن ليحافظ على وجودة وكينونته داخل ارضه المسلوبة، وان لا خيار امامه إلا النصر او الاستشهاد، ولم يستطع كسر هذه الثقة الموصلة بربه والمتجذرة في نفسه، ولم تتمكن آلته من كسر ايمانه بحقه السليب.
هي ليست جمل او عبارات ...إنما هي حقائق لا يريدون ادراكها او حتى تصديفها، فهو يكذبون حتى يصلوا الى مرحلة تصديق كذبتهم وبثها بثقة اما العالم اجمع، فيما تحيرهم صدق مشاعر عدوهم الفلسطيني، الذي وان مات يخلفه من يرث الثأر، فمهما ركزوا على قتل الاطفال على اساس انهم مقاوموا المستقبل، وزادوا في قتل النساء على اساس انهن من ينجبن الابطال، فان فلسطين لم ولن تخلوا من نساء ينجبن مقاومين يرونهم مشكاة لطريق النصر وعودة الحق إن شاء الله.
الدستور