الكالوتي .. هل حان وقت الحسم؟
د.طلال طلب الشرفات
31-03-2024 04:21 PM
الأردن دولة قانون ومؤسسات، والأحزاب المشاركة في غزوة الكالوتي مطلوب منها فوراً ودون إبطاء إصدار بيانات واضحة تتبرأ فيها من كل كوادرها المتورطة في هتافاتها الرخيصة، ودعواتها المشينة في خرق الدستور وسيادة القانون؛ بل عليها فصل هؤلاء العملاء الغلاة المرتزقة، قبل أن نطالب الهيئة المستقلة بالطلب من القضاء حظر تلك الأحزاب تكريساً لمبدأ سيادة القانون.
بعض المتظاهرين الذين لا يتقدمهم العلم الأردني هم ليسوا أكثر من مجموعة من العملاء والمندسين، والكارهين للدولة والتراب والهوية، والذين يعتدون على رجال الأمن والممتلكات هم شرذمة من الموتورين، والمأجورين، وأتباع ميليشيات الفوضى والسفارات، ولعل الصبر قد أزف، وحان وقت المكاشفة، ووضع الأحزاب المنفلتة من عقال الوطنية واحترام سيادة الدولة أمام مسؤولياتها القانونية بما فيها الحلّ القضائي والحظر السياسي.
لا تستطيع كل الأصوات الباهتة والحاقدة أن تنال من رفعة الموقف الأردني ونبله تجاه الأشقاء في دولة فلسطين، ولم يُعد متاحاً لتلك الأصوات والتنظيمات أن تستمر في غيّها لخدمة المشروع الصهيوني بخلق الفوضى، وتقويض الأمن الوطني العصيّ عليهم وعلى مرجعياتهم الخارجية وأن تعددت، وبات واجباً على الدولة أن تحسم أمرها حيالهم وفق أحكام القانون؛ قبل أن يصنع لهم الشرفاء رحىً للريح تتحدث عنها الركبان.
الحركة الأسلامية تتحمل الحجم الأكبر من المسؤولية باعتبارها الحاضرة الكبرى في مسرح الوقيعة المشينة في الكالوتي وربما البقعة، ولم نسمع منها رشداً أو إدانة لبعض عناصرها الناقمة، وبعض رفاق الضدّ من أيتام لينين وماركس، وبعض الليبراليين الغلاة، وتجار المدنية العصاة، فالأفراد تتكفل الدولة بهم؛ أما كوادر الأحزاب فالأخيرة تتحمل وزرهم مالم تتبرأ منهم، وتفصلهم في الحال ليأخذ القانون مجراه بمعزل عنها.
كلنّا مع الشعب الفلسطيني ولكن ليس بأساليب البغض الرديئة، ومحاولاتهم بتقويض الأمن الوطني، وإنهاك سياسته الخارجية الأقوى من كلّ هتافاتهم المشوّهة، وشتائمهم الخرقاء المجردة من كل مضامين القيم الوطنية الرفيعة، وأياديهم الجبانة التي وجهت بوصلتها المؤذية تجاه رجال الوطن فأستحقت القطع ولو بعد حين.
ما حدث في البقعة ليس بعيداً عن مؤامرة الكالوتي، ويفتح الباب على مصراعيه للقول: بأن التعامي عن الحقائق الراسخة والمتمثلة في تسييس الموالاة هي وحدها الكفيل بتعرية هؤلاء، ولجم أمنياتهم المقبورة، والتي لا تجد لها مكاناً إلا في ضمائرهم المريضة، وانعزالهم المقيت.
وحمى الله وطننا الغالي وشرفاءه الكبار وقائدنا المفدى وهويتنا الراسخة.