الجوز البرازيلي ضحية إزالة الغابات في بوليفيا
31-03-2024 01:09 PM
عمون - يقصد فيتال مونيوز غابات الأمازون في بوليفيا بحثاً عن آخر كميات من الجوز البرازيلي لهذا الموسم... وينتابه كالآلاف من جامعي هذه الفاكهة التي تُصدَّر إلى بلدان كثيرة، قلق من استمرار عمليات إزالة الغابات التي تتسبب بانخفاض كميات المحاصيل.
ويقول الرجل البالغ من العمر 76 عاما، وهو من سكان مجتمع صغير يضم 42 عائلة في كوبيخا الواقعة في منطقة باندو الحدودية مع البرازيل، إنّ "الغابة تختفي (...) لا أتخيل حياتي من دونها".
ويضيف "كنّا نحصد حزماً أكثر في السابق (...) لكنّ الغابة تبتعد"، مبدياً قلقه من تراجع غابات الأمازون مع مرّ السنين بسبب إزالة الغابات.
ويتعيّن عليه راهناً السير مع خمسة من أبنائه السبعة الذين يمارسون قطف الجوز مثله، لنصف ساعة أو أكثر حتى يصلوا إلى منطقة حصاد، بينما كان في السابق يجتاز مسافة لا تتجاوز ربع ساعة.
وفي ظل نباتات كثيفة، يدخل في أعماق الغابة الرطبة ليحصد آخر كميات من ثمار الجوز للموسم الذي عادةً ما يمتد من ديسمبر حتى مارس.
وباستخدام منجل، يفتح القشرة البنية السميكة لثمار الجوز الأمازوني (اسمه العلمي بيرتوليتسيا اكسيلسا)، وهي شجرة يصل ارتفاعها إلى 60 مترا وتعيش حتى ألف سنة.
في داخل الثمرة، يحتوي الجوز الذي يشبه الهلال بشكله، على المادة البيضاء الشهيرة في مختلف أنحاء العالم لفوائدها الصحية المتعددة.
وفي يوم واحد، يستطيع قاطف الجوز تعبئة حزمة وزنها 70 كيلوغراماً ثم بيعها بما يعادل 35 دولارا.
لا تعقيم بالبخار
في العام 2020، كانت بوليفيا المصدّر الرئيسي لهذه الفاكهة المعروفة بفوائدها الغذائية، متقدمةً بفارق كبير عن بيرو والبرازيل، بحسب المعهد البوليفي للتجارة الخارجية (IBCE).
لكن سنة 2023، صدّرت البلاد 23 ألف طن فقط، في رقم شهد انخفاضاً بنسبة 15% عن أرقام العام السابق، بحسب المعهد نفسه.
ويُصدَّر كل الإنتاج تقريباً (90%) إلى هولندا والولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة والبرازيل.
ويؤكد مهندس الغابات بول كارديناس من مركز البحوث والنهوض بالفلاحين (Cipca)، أن "إزالة الغابات مشكلة تؤثر على إنتاج الجوز البرازيلي".
ويشير إلى أن "حرائق الغابات ربما تسببت بانخفاض أعداد الحشرات الملقحة، مما أدّى تالياً إلى تأثر إنتاج الجوز".
ومع تدمير قرابة 400 ألف هكتار من الغابات، تُعدّ بوليفيا إحدى الدول الثلاث في العالم التي خسرت أكبر معدّل من الغابات الاستوائية سنة 2022، بحسب ما يظهر أحدث تقرير صادر عن منصة "غلوبل فورست ووتش". ويعود سبب ذلك إلى حرائق الغابات التي تنسبها الحكومة إلى مجال الصناعات الزراعية.
وتشير الوكالة الوطنية للأغذية إلى أنّ أكثر من 25 ألف أسرة في بوليفيا مخصصة لحصاد هذه الفاكهة التي لا تستلزم زراعتها أسمدة أو مبيدات حشرية، في حين تتم عملية التلقيح بشكل طبيعي عن طريق النحل أو القوارض الصغيرة.
وبحسب الأرقام الرسمية، تغطي منطقة الإنتاج حوالي 100 ألف كيلومتر مربع، أي 10% من مساحة البلاد.
ويقول والتر ألفيس، وهو قاطف جوز يبلغ 39 عاما، "لا نعتمد التعقيم بالبخار، بل نتتبع المسارات التي سنخترقها من دون إلحاق أضرار بالنبتة الأم ".
أ ف ب