الموقف الاردني الثابت وحقيقة البعض المأزومة
فيصل تايه
31-03-2024 11:23 AM
منذ ان بدا العدوان الاجرامي الغاشم على غزة اثبت الاردن قيادة وحكومة وشعباً انه مع الشعب الفلسطيني قولاً وعملاً، من خلال خطاب أخلاقي وإنساني وقانوني، وبمواقف ثابتة لا حياد عنها، ودون وجود خط فاصل بين الموقفين الشعبي والرسمي بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية وغزة، فالاردن الأقرب إلى نبض الشعب الفلسطيني وقضيته، والموقف الأردني موقف جامع، متحد وواضح خلف الموقف المتقدم والطليعي الذي يقوده جلالة الملك لوقف الحرب ، ولكشف هذه الجرائم التي تصنف على أنها جرائم حرب استنفدت في كل تراتيب الوصف جرائم الحرب التي يمكن أن تقترف بحق الأهل في غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ، فأي تهديد لا يرعبنا كأردنيين بل يزيد من تمسكنا بالقضية المحورية والمركزية ، فنحن شعب نحمل الإيمان والصدق والوفاء الحقيقي لهذه القضية العادلة من منطلق إيماني في نصرة الحق والوقوف مع الحق ضد الباطل ، بكل زيفه وحيله وتآمره .
ان الموقف الأردني هو سياق متكامل من المواقف المعلنة التي يرافقها فعل سياسي ودبلوماسي مثابر ودؤوب ، عبر عنه جلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بلغة الاستبصار والحكمة ، وهو يتوجه نحو شعبه وأمته والعالم اجمع في كلماته وخطاباته بأن همُّه الأساسي إيجاد الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية ، وان هذه الحرب الدموية غير مبرره ، فقد انكشف الكيان الإسرائيلي بكل أهدافه الخبيثة التي يحاول من خلالها النيل من الشعب الفلسطيني وقضيتة العادلة ، فالأولوية الآن هي للوقف الفوري للحرب على غزة ، وحماية المدنيين ، وتبني موقف موحد يدين استهدافهم ، انسجاما مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائي ، كما ومن الأولويات هي إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة، اضافة الى الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا.
إن الثقة والعزيمة التي يمتلكها الشعب الاردني وقيادته يترجمها بمواقف صلبة نصرة للقضية الفلسطينية ، اذ قدم الاردنيون ابناء الشعب الواحد دروساَ عظيمة في نصرة الأهل في الضفة الغربية وغزة ، لقناعتهم ان الموقف الاردني الرسمي والشعبي موقف يقترن ويتكامل مع صمود الشعب الفلسطيني ، فالمسؤولية الوطنية والتاريخية تحتم علينا القيام بواجبنا وتَحَمُّل مسؤولياتنا الوطنية والدينية والإنسانية بمساندة الشعب الفلسطيني ونصرته والسعي لتعرية الكيان الصهيوني الغاصب..
وبذلك فقد طالبنا باستمرار بضرورة رفع الحصانة الممنوحة لإسرائيل من تطبيق قواعد القانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي والشَّرعيَّة الدَّوليَّة، لوقف جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، ومظلومية لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، ووقفنا ضد اللوبي الصهيوني بكل توجهاته ، فموقفنا ثابت ، كان محل استياء وتحريض عَلنيّيْن من قبل الدوائر الإسرائيلية التي عبرت عن رفضها واستيائها الشديد من تصريحات المسؤولين الاردنيين وهو الامر الذي يؤهله لتوجيه البوصلة بالاتجاه الذي يراه مناسبا وهو ما اثبتت صحته محطات عديدة ومهمة على صعيد قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكان للأردن فيها الموقف الصواب.
اننا ونحن نشهد تكاثف وتماسك وتعاضد ابناء الشعب الواحد وثبات مواقفهم وتوجهاتهم وأهدافهم في مشهد يجسد التعبير والتضامن مع أهلنا في غزَّة والضِّفة الغربيَّة ، وبحرية سقفها السماء أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم وجرائمه البشعة ، يجب التنبه لأصحاب الأجندات المشبوه والطابور الخامس الذي يبثُّ الأكاذيب والإشاعات، من يحملون عقيدة سرطانية تخريبية يريدوها أن تتفشى في الكيان الوجودي الأردني ، ليمرروا مخططاتهم الإجرامية الهادفة إلى ضرب هوية شعبنا الأردني الأصيل في الصميم ، محاولين إثارة الفِتن وحرف البوصلة، وتعرية المغرضين المشككين بمواقف الأردن والتي لا يحق لأحد المزاودة عليها .
إن واجبنا جميعا أن ننتبه جيداً لكل من يحاول التشكيك بالموقف الأردني ويخفي حقيقة نواياه الشريرة الحاقدة مهما كان اللباس الذي يلبسه أو الغطاء الذي يلتحفه ، فنحن جميعا أبناء شعب واحد ، وخسئ من رأى في تماسكنا مغرماً ليغذي كراهيتة وبغضائه ، ويرفع شعارات الفرقة وأعلام التشطير بعتافاته المسيئة وبياناته المشبوهة ليوقد الفتنة ويشعل الحقد والضغينة ويدعوا بدعوة الجاهلية ويرتمي في أحضان الحاقدين يتآمر معهم على وحدة وطنه وعزة أمته ، وهو إلى جانب ذلك لا يجد غضاضة في تشويه صورة الموقف الاردني والطعن بمصداقيته وتخريب استقرارنا وتسميم توجهاتنا الوطنية ، لذلك فإن وقوفنا صفاً واحداً بتلاحمنا وتعاضدنا هو مكسبنا وصيرورتنا الحتمية التي نسعى إلى الحفاظ عليها وإن النكوص أو التراجع عنها يعد خيانة عظمى.
بقي ان أقول : ان مايهمنا في هذه المرحلة هو الاستيعاب العميق بأن نقف امام كل التحديات التي تحملها الرياح العاتية ، وان من يدور في فلك مغاير للوطنية الاردنية الحقيقية ومواقفنا المعلنة الثابتة هو للأسف رهين احتقاناته المأزومة المعادية لسويته الوطنية ، وليبقى في فلك التطلعات الوطنية الاردنية والابتعاد عن استغلال التضحيات من أجل مصالح فئوية أو مكسبية أو احتكارية مهووسة ..
والله ولي الصابرين