التأثير الإعلامي وتعزيز الانقسام
الدكتور علي فواز العدوان
31-03-2024 11:13 AM
تاريخيًا لعبت إسرائيل دورًا معقدًا في العلاقات الفلسطينية والعربية وتعزيز الانقسامات في المنطقة لخدمت مصالحها الاستراتيجية بعدة طرق قد تكون قامت بها إسرائيل لتعزيز هذه الانقسامات.
1.الدعم المالي والسياسي للمجموعات الفلسطينية المتناحرة تدعم إسرائيل مجموعات فلسطينية معينة تستخدم العنف ضد إسرائيل أو تتبنى أجندات قومية فلسطينية، مما يعزز التوتر بين هذه المجموعات والسلطة الفلسطينية الرسمية، وهو ما يساهم في الانقسامات الداخلية الفلسطينية .
2.التعزيز الاقتصادي لبعض المناطق تستخدم إسرائيل الإجراءات الاقتصادية لتعزيز التفاوتات الاقتصادية بين الفلسطينيين في مناطق مختلفة مما يزيد من الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية بينهم.
3.تعزيز الانقسامات العربية إسرائيل قد تسعى لزعزعة الوحدة العربية من خلال دعم الجماعات أو الأنظمة التي تحتل مواقف معادية للحكومات العربية الرئيسية على سبيل المثال، قد تقدم دعمًا للمجموعات المتمردة أو المعارضة في الدول الطوق العربية القريبة.
4.التأثير في السياسة الخارجية للدول العربية: إسرائيل تستخدم الدبلوماسية والضغط السياسي للتأثير في السياسة الخارجية للدول العربية بما في ذلك دعم الجماعات أو الأنظمة التي تحظى بتأييد إسرائيل وهو ما قد يزيد من التوتر بين هذه الدول وبين بعضها البعض.
تلك الاستراتيجيات لا تعتبر مطلقة، وقد تختلف باختلاف الظروف والمصالح الإسرائيلية في الوقت الحالي. إلا أنها تمثل بعض الطرق التي قد تكون قامت بها إسرائيل لتعزيز الانقسامات في المنطقة.
واخيرا تقوم اسرائيل بحرب في مجال التأثير الإعلامي كالإبرة تحت الجلد بمعنى أن تأثير الإعلام يشبه حقن المريض بحقنة الدواء وهي تقول بأن الرسائل الإعلامية تؤدي دائماً إلى استجابة مباشرة وقوية لدى الجمهوروتسمى أيضاً بنظرية الرصاصة السحرية، بمعنى أن المحتوى الإعلامي ينطلق مثل الرصاصة ويصيب الهدف.
يعود أصل النظرية إلى كتابات الباحث الأمريكي هارولد لازويل الذي اهتم بدراسة الدعاية السياسة أثناء الحربين العالمية الأولى والثانيةو قوة تأثير الدعاية والحرب النفسية وإثارة الشائعات التي صاحبت تلك الحروب.
ونظرية الإبرة تحت الجلد تقول بأن وسائل الإعلام لها نفوذ وتأثير مباشر على الجمهور، وتصف سيطرة وسائل الإعلام على ما يرى الجمهور ويسمع ويقرأ والتأثير الذي يكون في الغالب قوياً وفورياً وفي نفس الوقت تدل النظرية على ضعف الجمهور وعدم قدرته على مقاومة ما يُعرض عليه، وبالتالي سهولة التأثير على الرأي العام وتعديل السلوك.
وترى النظرية أيضاً أن تأثير وسائل الإعلام يزيد في وقت الأزمات، مثل الحروب والكوارث الطبيعية، حيث يعتمد الجمهور على وسائل الإعلام في الحصول على المعلومات. ومن أشهر الوقائع التي تستخدم للدلالة على قوة تأثير وسائل الإعلام، في بداية ظهور هذه النظرية، هو الهلع الجماهيري الكبير الذي حدث نتيجة بث برنامج إذاعي خيالي عن غزو كائنات فضائية لكوكب الأرض في عام 1938 بث راديو (سي بي إس) تمثيلية بعنوان (حرب العوالم) وجاءت على شكل أخبار عاجلة فظن الكثير من المستمعين بأنها أحداث حقيقية وخرج العديد من الناس إلى الشوارع مفزوعين لطلب النجدة.
يرى معظم علماء الاتصال أن نظرية التأثير المباشر (الإبرة تحت الجلد) ليست صحيحة لأنها تتجاهل دور الاتصال الشخصي، كما أنها لا تناقش التنوع الكبير في وسائل الإعلام والاتصال التي ظهرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، وبالذات ظهور منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل الفورية، التي جعلت الجمهور الآن يقلل من اعتماده على وسائل الإعلام التقليدية، التي أصبحت غير قادرة على التحكم في اختياراته.
ولكن من المفارقات العلمية الآن هو أن بعض الباحثين يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة ساعدت في عودة نظرية التأثير المباشربمعنى أن هناك حالات تصل فيها الرسائل بشكل مباشر إلى الجمهور عن طريق أشكال متعددة من أدوات التواصل الاجتماعي من أهمها حسابات المشاهير والمؤثرين.
ولو امعنا النظر فيما يذاع وينشر عبر الفضائيات العربية ذات الانتشار الواسع اذ جاز التعبير ودراسة حالة اللواء "الدويري " المحلل العسكري الاردني واخفائه واظهار رواية الاحتلال والعداء المضاف للأردن من اسرائيل على مواقفها النابعة من الانتماء للامة العربية والاسلامية واخذ دورها بالدفاع عن شعوب المنطقة بمد الجسور الاغاثية والمستشفيات الميدانية والحراك الدبلوماسي المكثف على كافة المستويات السياسية الذي بحسب الكثير من المراقبين كان له بفضل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من احداث تغير بالراي العام العالمي على مستوى الزعماء والملوك والشعوب ودحض الرواية الإسرائيلية وتعزيز الموقف الشعب الفلسطيني لا قامة دولته الشرعية دون النظر الى اختلاف المصالح مع مجاميع القوى السياسية الفلسطينية سواء المقاوم منها اومن ينتهج النضال السياسي من خلال السلطة لكان لدينا رؤيا اوضح واشمل بما يجري من تطاول على الامن واحداث شغب غير مبررة على الارض الاردنية.