ليس موقفا جديدا ولم يكن موقف الأردن المبدأي من قضية الحق الفلسطيني التي لطالما كانت أولوية منذ تأسيس الدولة قبل أكثر من مئة عام حين كانت الإمارة شوكة في حلق العصابات الصهيونية التي كانت تنظر للضفتين بنفس العين المحتلة والحاقدة وحاولت حينها الدولة الأردنية الناشئة بكل ما استطاعت من قوة لإجهاض المخطط الإحتلالي في وقت ضعف عربي كامل فكانت النكبة وبعدها النكسة وفي كل مرة دفع الاردن الثمن الأغلى بكل ما تملك الكلمة من معانيها وما زالت ألسن حكومة الإحتلال المتطرفة تنبح على الأردن حتى وصل الأمر لكي يتخصص مستوطنون بعينهم للنيل من الأردن وشعبه وموقفه ومحاولتهم لإشعال الفرقة والفتنة والمزاودة على الأردن

بعد السابع من أكتوبر الفين وثلاثة وعشرين بدا المشهد مقاربا لما جرى في النكبة ووقف الأردن بموقفه الرسمي والشعبي ضد مواقف الاحتلال المتطرفة في ظل موقف عربي يبدو أقل اهتماما ودعما للقضية الفلسطينية حتى من الموقف العربي عام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف فصعدت الحكومة تدريجيا من مواقفها وما زالت ودافعت وحشدت وحاولت وما تزال لكن بصراحة ماذا نستطيع أن نفعل لوحدنا أكثر !

توازنات المرحلة تبدو غامضة وصعبة وندرك جميعا أن المصلحة العميقة للأردن هي مع غزة ومع بقائها ويدرك الكيان جيدا أن الأردن ساهم كثيرا بتغيير المواقف الغربية تجاه المجزرة الكبيرة في القطاع وكشف جرائم الحرب التي تجري هناك بشكل يومي ومتعمد وهناك الكثير من الأدلة على لذلك خرجت على لسان الكثير من مسئولي الكيان ومهاجمتهم للأردن بكل مؤسساته

في الداخل استفادت الدولة الأردنية كثيرا من الحراك الداخلي المستمر ضد العدوان على غزة وما زالت ، خاصة أن جل هذا الحراك يدرك التوازنات في المنطقة والعالم ويعلم أن أردننا القوي يعني بالتأكيد البقاء على الحق الفلسطيني وثبات هذا الحق
نريد اليوم أن يبقى الحراك كما بدأ مترجما للمواقف الأردنية الرسمية الثابتة وأن يخلو من أي تصرفات سلبية تفسده أو أي دعوات للفرقة والإضعاف والتثوير على مؤسساتنا الوطنية وأن يتم إخراج من يحاول افساد الحراك لكي يسيء للأردن وشعبه المحب لفلسطين والداعم لغزة والرافض لاستمرار العدوان الهمجي على أهلنا