تصريحات بتسلئيل سموتريتش واقتطاع ٨ الاف دونم من غور الأردن
صالح الشرّاب العبادي
31-03-2024 09:56 AM
قبل عام وقف هذا الوزير الإسرائيلي في باريس الفرنسية امام حشد هائل من الفرنسيين والمتصهينين ، وقد حمل خارطة فلسطين والأردن وقال : لا يوجد ما يسمى بالأردن فهذه ارض اسرائيلية ، ولا يوجد ما يسمى الفلسطينيين فارضهم ووطنهم خارج فلسطين…وهم لا تاريخ لهم ولا وجود.
اثناء حرب غزة كانت تصريحات الوزير المتطرف كما هي حكومة اليمين المتطرف، فقد دعى إلى عمليات التهجير الطوعي والقسري وان يتم احتلال غزة ونقل سكان الغلاف والوسط اليها وبناء مستوطنات في كامل القطاع وخاصة الشمال.
وكذلك كانت احدى تصريحاته المثيرة ان الاسرى اليهود في يد المقاومة ليسوا اكثر اهمية من تدمير حماس والقضاء عليها.
اخطر تصريح عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ، الاستيلاء على ٨ الاف دونم من اراضي غور الأردن في الضفة الغربية، حيث وقع قرار المصادرة، وقال حينها ( إصدار الإعلانات على أراضي الدولة هي مسألة مهمة واستراتيجية) .
وقال ( هذا الإعلان سيسمح بمواصلة بناء وتعزيز غور الأردن، ففي الوقت الذي يوجد فيه من يسعى في إسرائيل والعالم إلى تقويض حقنا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والبلاد بشكل عام، فإننا نعزز الاستيطان من خلال العمل الجاد وعلى المستوى الاستراتيجي في جميع أنحاء البلاد) .
ان هذا الاقتطاع لاراضي غور الأردن في الضفة الغربية لهو من اخطر القرارات على الامن الوطني الأردني من حيث :
1. ان غور الأردن في الضفة الغربية هو امتداد لغور الأردن في الضفة الشرقية وهو عمق استراتيجي لكلا الضفتين.
2. امتداد العشائر الفلسطينية المتواجدة في هذه المنطقة هو امتداد طبيعي بشري لكلا الضفتين حيث هي نفس العشائر والحمايل والعائلات وهذا من شأنه ان يساعد على هجرة قسرية وطوعية الى الجانب الأردني.
3. يتواجد في هذه المنطقة المقتطعة والمصادرة ما يقارب ٧٠٠ الف فلسطيني متمسكين في ارضهم ومزارعهم وبيوتهم …باتوا الان تحت خطر التهديد بالهجرة إلى الداخل او الخارج.
4. هذه المنطقة هي منطقة زراعية خصبة تقع على حافة الشريعة وفي حال اغتصابها فان الضفة ستخسر منطقة زراعية رافدة لها حيث ستكون الخسارة فادحة .. وخاصة المياه التي سيتم استكمال سرقتها بالكامل ..مما سيؤثر على الغور الأردني.
5. ان بناء المستعمرات اليهودية في تلك المنطقة اضافة لما هو موجود أصلاً يعني تواجد قوات الدفاع المتقدم في هذه المستعمرات حيث ستكون بمثابة حزام امني يفقد التوازن في العمق الاستراتيجي الجغرافي.
6. في حال اغتصاب هذه البقعة الكبيرة من أرض الضفة الغربية فان ذلك يعد اكبر دليل على تمويت حل الدولتين وعدم اكتراث اسرائيل ( وهذا معلوم طبعاً مع هذه الحكومة المتطرفة ) وبذلك سيكون هناك اكبر عائق امام الجهود الدولية لوجود دولة فلسطينية مستقلة.
7. ان هذا الاقتطاع هو الأكبر والأخطر من تاريخ ١٩٩٣ ومن تاريخ توفيق معاهدة اوسلو والتي نصت صراحة على منع اقتطاع اراضي فلسطين ومنع الاستيطان في حدود ما تم الاتفاق عليه في المعاهدة الدولية.. والملاحق الخاصة بها .8. بناءاً عليه فإن ذلك الاقتطاع من شأنه أن يكون بداية نكبة جديدة وعملية تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية الى الأردن بعملية تنذر بخطورة الوضع وتصاعد وتيرة الاستيطان الإسرائيلي تزامناً مع ما تشهده الضفة من اقتحامات واسعة وتصاعد المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين من جهة وبين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية من جهة أخرى.
من هنا فعلى الدول العربية و المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية أن يكثف جهوده لمنع هذا الاقتسام والقطع والاغتصاب لاراضي الغور الأردني في الضفة الغربية…ووقف مباشر لهذا الاستيلاء الإسرائيلي الذي ينذر بنكبة تهجيرية فلسطينية ، والذي يقوض كل الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين.