المنح الأوروبية للبحوث والابتكار .. فرص ذهبية للأردن
د. مالك القصاص
30-03-2024 06:57 PM
برنامج "هورايزن أوروبا" (أو أفق أوروبا - Horizon Europe) هو البرنامج التاسع للاتحاد الأوروبي للبحوث والابتكار الذي يغطي الأعوام 2021 – 2027. وهو يَخلف برنامج "هورايزن 2020" وبميزانية سنوية قدرها 95,5 مليار يورو. وكما يُعدّ أكبر برنامج لتمويل الابحاث والابتكار في العالم.
يسهل البرنامج التعاون ويعزز تأثير البحث والابتكار في تطوير ودعم وتنفيذ سياسات الاتحاد الأوروبي مع معالجة التحديات العالمية، ويدعم إنشاء المعرفة والتقنيات الممتازة وتوزيعها بشكل أفضل. فهو يخلق فرص عمل، ويشرك المواهب والباحثين في الاتحاد الأوروبي بشكل كامل، ويعزز النمو الاقتصادي، ويعزز القدرة التنافسية الصناعية ويحسن تأثير الاستثمار ضمن منطقة بحث أوروبية معززة.
وقالت ماريا كريستينا روسو، مديرة إدارة النهج العالمي والتعاون الدولي في مجال البحث العلمي والابتكار بالمفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي يسعى للتعاون مع دول البحر المتوسط بهدف تعزيز اقتصادها، والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، من أجل تعزيز التنمية المستدامة، وتحسين الإنتاجية في تلك الدول، عبر التعاون المثمر معها، ومنها الدول الإفريقية المطلة على البحر المتوسط.
ويوفر الاتحاد الأوروبي، بإجمالي 320 مليون يورو ، فرصًا تمويلية لباحثي دول البحر المتوسط، بما فيها الدول العربية: مصر، والجزائر، وتونس، والمغرب، وليبيا، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، بالإضافة إلى الأردن من خلال عضويته في الاتحاد من أجل المتوسط (Euro-Mediterranean cooperation 2023-2024). وقد خصصت هذه المبالغ من أجل دعم الباحثين في مجالات الصحة، وتغير المناخ، ومصادر الطاقة المتجددة، والتراث الثقافي والنقل والغذاء والزراعة والهجرة وغيرها. كما ويسعى البرنامج من أجل العمل على الخروج بنتائج مبتكرة تساهم في تحسين العمل في هذه المجالات، وتعزيز ثقافة الابتكار، وتطوير الخطط المتعلقة بهذه الملفات، وذلك بالتعاون مع الوزارات، خصوصا التعليم والتعليم العالي، في كل الدول المشاركة، مع تمكين الباحثين من إحراز تقدم في هذه المجالات التي تصب في صالح تنمية الاقتصاد العام للدولة.
قامت إيطاليا، والكثير من الدول الأوروبية، بعمل العديد من الهيئات الحكومية والغير حكومية، بهدف مساعدة الشركات والمنظمات والجامعات والوزارات، بالإضافة للباحثين، للحصول على تمويل من البرنامج. وكما تعمل هذه الهيئات على الترويج لشروط المشاركة، بالتعاون مع كل الجهات الشريكة، بحيث يتمكن الباحثون من فهم متطلبات الاستفادة من البرنامج، قبل التقدم بمشروعاتهم البحثية التي يرغبون في تمويلها.
أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني هذه مهمة تطوير البحث العلمي والابتكار، وبالإضافة الى المصاعب الذي يواجها الباحثون: لماذا لا يتم الاستفادة من هذه المنح الأوروبية في الاردن؟ لماذا لا يتم عمل هيئة حكومية او شبه حكومية، وبالتعاون مع المفوضية الأوروبية والوزارات والجامعات والشركات وأي جهة معنية بالدعم في الاردن، بهدف الترويج لهذه المنح، من خلال عمل ورشات توعوية لشرح متطلبات الاستفادة من البرنامج، قبل التقدم بمشروعاتهم البحثية التي يرغبون في تمويلها، وكذلك للمساعدة في تقديم الطلبات للحصول عل التمويل؟ لماذا لا يتم القيام بعمل خطة عمل استراتيجية للحصول على المنح في الأردن بالإضافة إلى تشبيك الباحثين الأردنيين مع المختصين في برنامج "هورايزن أوروبا"؟ لماذا لا يتم الاستفادة من هذه المنح لخلق فرص عمل جديدة ولتعزيز التنمية المستدامة، وبالإضافة الى تعزيز الاقتصاد الوطني.