الاردن .. الوطن او الساحة
د. محمد العزة
30-03-2024 05:42 PM
الأردن، الوطن ارض العزم اغنية الظبى نبت السيوف وحد سيفك ما نبا، في حجم بعض الورد الا انه لك شوكة ردت إلى الشرق الصبا، لعلها الكلمات الاصدق والادق في وصف الوطن الاردني ودوره وأهمية موقعه الجيوسياسي وتأثيره على المنطقة سواء على مستوى دول الجوار او الإقليم او علاقاته الدولية وانعكاس ارتدادات الأحداث عليه داخليا وتفاعله قيادة وشعبا من حيث تشكيل المواقف التي تعكس اهمية هذا الدور وجوهر الفكر العروبي الاردني الاصيل ونهجه السياسي الثابت الذي يتخذ في الاشتباك والدفاع عن قضايا أمته وحقوقها أولوية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ولعل اهم مظاهر المواقف الاردنية وتأثره بالاحداث المرتبطة بأمته العربية هو تلبية الشعب الاردني في العديد من المرات لنداء الواجب في الخروج للشارع لدعم حقوق هذه الأمة والدفاع عنها ، ومن عاصر احداث حرب الخليج الأولى والعدوان الامبريالي على العراق بعد انعدام الحل العربي العربي الذي كان بالإمكان تحقيقه وتجنيبنا ويلات كارثة احاطت بالعراق والأمة العربية، لكن هو صوت العاطفة والتضليل والتضخيم الاعلامي لبعض أدوات جماعات الشحن والنفخ التي اختفت في أول لحظة تكشفت فيها نتائج تلك المرحلة التي دفع الاردن فيها ثمن مواقفه غاليا والتي استطاع الأردن بحنكة الحسين بن طلال رحمه الله تعالى من الخروج منها وبوقوف الشرفاء من أبناء شعبه خلف قيادتهم ووطنهم الاردني أولا ،وهنا لا نستطيع الا ان نستذكر د عبداللطيف عربيات رحمه الله وهو على سدة رئاسة مجلس النواب الذي استعان به الملك الحسين رحمه الله لمواجهة الرغبات الأمريكية في تواجدها العسكري في الأردن، حيث لم يتردد للحظة واحدة في الانحياز لدولته ووطنه الاردني ومصلحته العليا دون البحث عن مكاسب جماعته او مساومته لدولته على مساحة اكبر في النفوذ والحركة ودور اكبر في السلطة، وادار من خلال مجلس النواب الحراك الشعبي في الشارع الذي أسقطت الرغبات الأمريكية ولم تسقط الوطن وحافظت عليه،
انذاك في تلك المرحلة كانوا رجالا بوصلتهم وطن يعشوا فيه ويعيش فيهم، يدركوا أهمية التوازنات وإدارة الضغوطات والخروج بالوطن من الازمات والتحديات بعيدا عن المساومات والبحث عن المكاسب الشخصية والحسابات الانتخابية ، واظهار ثقافة الاستقواء ، بعيدا عن التعامل مع الوطن كساحة عبور لاجندة خارجية موجهة من لجنة عليا او مجلس الافتاء والإرشاد او غرف السفارات المغلقة او لدول الاحتضان واللجوء التي لايجرؤ هؤلاء على انتقادها او المساس بقدسيتها والتي لا تتوانى في كل حادثة من اشعال الحرائق دون أن يحترقوا.
الاردن من نشأته عكس قوام الدولة الديمقراطية التي أستندت على نظام ملكي هاشمي مواكب للحداثة والتحديث، مارس الفكر الحضاري والمدني البعيد كل البعد عن العنف والنهج الدموي والذي حرص في كل حدث بأن يبعث برسائل التطمين لشعبه الذي بايعه بعقد وميثاق اجتماعي واوفى بعهده، بأن حراك الشارع الاردني الضاغط ماهو الا مصلحة وطنية وتأكيدا على نهج الحياة الديمقراطية ودعم مواقف الاردن الصلبة للقضية الفلسطينية والأمة العربية والمدافعة عن حقوقها المشروعة.
لكن إدخال هذا الحراك في حسابات لاستغلالها انتخابيا والمساومة هنا يسقط الوطن وتسقط القضية.
وما دولة تعددت فيها الرايات الا وسقطت .
لكن هو الاردن وجد في النار وجد ليبقى ولا ولن يحترق.