يحيي الفلسطينيون، في 30 من آذار من كل عام في فلسطين المحتلة و الوطن العربي ذكرى يوم الأرض والذي تعود أحداثه إلى عام 1976 بعد مصادقة رئيس الكيان الصهيوني اسحاق رابين على تهويد الاراضي الفلسطينيه في أعقاب قرار اتخذه مجلس الوزراء الصهيوني في هذا الصدد.
هذا اليوم لم يكن اليوم الوحيد الذي تحصل فيه صدامات دامية بين المحتل وجيشه الإرهابي من جهة وابناء شعبنا العربي في فلسطين فإذا عدنا إلى الماضي نجد أن الصراع موجود موجود و قائم منذ أمد بعيد ولكننا سنتطرق إلى أقرب التواريخ و احدثها في هذا المجال .
كانت العائلات اليهودية غير مرغوب فيها في القارة الأوروبية العجوز بسبب جشعهم المادي وعنصريتهم البغيضة الكريهة اتجاه الاغيار من غير اليهود لذلك اقترح الاب الروحي لهم مؤسس الوكالة اليهودية المدعو ثيودور هيرتزل أن تكون فلسطين بلادهم ووطنهم القومي وبعد زيارته عام 1898 للقدس وأصبح يشجع اليهود على الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية التي كانت خاضعة آنذاك للحكم التركي العثماني.
لقد وافقت المملكة المتحدة - بريطانيا العظمى - في حينها على هذا الاقتراح لتخليص أوروبا من شرور اليهود من والدليل على هذا قيام وزير الخارجية للمملكة المتحدة جيمس ارثر بلفور في عام 1917 بأصدار تصريح رسمي عُرِفَ بوعد بلفور لتأسيس وطن قومي للشعب اليهودي على أرض فلسطين و مع تواطيء بعض الزعامات العربية و قد رحب اليهود الصهاينة في حينها بخطوة بلفور و شرع زعماء الحركة الصهيونية بالتسويق لهذه الفكرة و الترويج لها حتى بين الأوساط الغربية غير اليهودية باعتبار أن دولتهم الموعودة ستكون خط دفاع وحماية لاوروبا من الخطر العربي الإسلامي.
مرت السنين بعد ذلك و بدأت العصابات الصهيونية مثل الهجاناه و الارجون و شتيرن بارتكاب المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين إلى أن اعلن ديفيد بن غوريون رئيس الوكالة اليهودية قيام ما تسمى بدولة إسرائيل في 14 ايار / مايو عام 1948 و بدأت ما عرفت بالنكبة النكبة و تلتها نكسة الخامس من حزيران / يونيو عام 1967 انطلق العمل الفدائي الفلسطيني من قبل فصائل قومية ويسارية ثم إسلامية تقاوم الاحتلال حتى وقتنا الحاضر
هنالك العديد من الاسئلة التي تدور في عقول الجيل العربي الناشي من أهم هذه الأسئلة التي يجب الإجابة عليها لماذا وقع اختيار اليهود الصهاينة على فلسطين لتكون وطنا قوميا لهم و ليس أي بقعة أخرى سواها على وجه الكرة الأرضية ؟؟؟
إن اختيارهم لفلسطين لكى تكون أرضًا لهم ، بالرغم من معارضة الاحرار و الشرفاء في شتى أنحاء البسيطة لهذا الأمر و مطالبتهم لهم بترك فلسطين لاهلها الأصليين، ولكنهم يرفضون بشدة، لأنهم يعتقدون بأنها أرضهم اي ارض الميعاد بحسب ما جاء في دينهم المحرف من قبل احبارهم و التي سيتجمعون بها من كل أنحاء العالم
يضاف إلى السبب السابق كذلك حرصهم على السيطرة على فلسطين لموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يحقق لهم مزيدا من المنافع والفوائد التي تجني لهم اموالا طائلة ، والدليل على ذلك ما قاله (( ناحوم غولدمان وهو زعيم صهيوني بارز مرموق ، حيث أكد على إن الصهاينة لم يتخذوا فلسطين مكانًا لوطنهم القومي المزعوم من أجل قيمتها الدينية كما يدعون بل من أجل مياه البحر الميت التي تدر سنويًّا عليهم عوائد مالية ضخمة بسبب عملية التبخر من المعادن بالإضافة إلى أشباه المعادن ، بجانب أن فلسطين تعتبر المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على دول العالم ))
وهنا نعود إلى يوم الارض حيث تعود بداية الأحداث إلى إعلان الحكومة الصهيونية برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل بهدف بناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة تحت مسمى (مشروع تطوير الجليل) ومصادرة الأراضي الفلسطينية
وفي هذا السياق صادقت حكومة الاحتلال على هذا القرار في 29 شباط / فبراير 1976 و في 30 آذار / مارس من العام نفسه بدأت المواجهات بين الشعب الفلسطيني وجيش الاحتلال الصهيوني حيث استشهد 7 من الشبان العرب الفلسطينين في داخل أرضنا المحتلة منذ العام 1948و تم اعتقال ما يقارب 500 شاب و فتاة من أبناء شعبنا .
إن معركة الأرض لم تنته في 30 آذار 1976؛ بل هي مستمرة حتى يومنا هذا. ونستطيع أن نقول أن كل الأيام الفلسطينية هي بمثابة "يوم الأرض" ففي كل يوم تصادر حكومة الاحتلال العنصرية الأرضي الفلسطينية وتبني المستوطنات، وتهدم المنازل وتهجر السكان.
اليوم نعيش و منذ ستة اشهر حرب إبادةٍ جماعية في غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الاول / اكتوبر 2023 و ما زال شعبنا العربي في فلسطين يتعرض للخذلان من قبل النظام الرسمي العربي بالمجمل خوفا من اغضاب الكيان الصهيوني وامريكا الإمبريالية التي تساعد جيش الكيان الصهيوني بإمدادات العتاد والذخيرة و هي تحاول أن تتظاهر علينا بدور حامية الديمقراطية و حقوق الإنسان وهي في الواقع رأس الافعى التي تحمي وتدلل ربيبتها إسرائيل لمصالحها الاستعمارية الخاصة .