الحرب الرقمية ودور الإعلام .. وسيبقى الأردن شامخا
د. محمد عبدالله اليخري
30-03-2024 10:53 AM
في ظلّ التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم واستغلال ما يحدث في غزة، برزت الحرب الرقمية كأحد أهم أدوات الصراع بين الدول والمجتمعات. وبات الإعلام ساحة معركة حامية الوطيس، حيث تُستخدم المعلومات والأخبار كسلاحٍ لفرض السيطرة ونشر الفوضى.
ومع ازدياد حدة هذه الحرب، نشهد تخبطًا واضحًا في ساحة الإعلام. فبينما تسعى بعض الوسائل الإعلامية إلى نقل الحقائق بمهنية وموضوعية، تُصرّ أخرى على الانجرار وراء الأكاذيب والشائعات، ونشر الفتنة والتحريض خدمةً لأجندات سياسية أو مصالح ضيقة هرمة.
الأردن في خضمّ المعركة
لم يُعفَ الأردن من تبعات هذه الحرب الرقمية القذرة. ففي الآونة الأخيرة، واجهت الأردن حملاتٍ إعلامية مُمنهجة هدفها زعزعة الاستقرار والتناغم بين افراد المجتمع والمؤسسات ونشر الفتنة بين أبناء الوطن.
ولكنْ، أثبت الأردن قدرته على الصمود في وجه هذه الهجمات. فبفضل وعي الشعب الأردني وتماسكه، وحرص القيادة الهاشمية على حماية الوطن والمواطن، تمّ إفشال جميع المخططات الرامية إلى النيل من أمن الأردن واستقراره. فليعبث هؤلاء المخربين وأصحاب الأقلام الرخيصة المسيسة العابهم فإن الأردن قيادة وشعبا حتما لهم بالمرصاد.
سيبقى الأردن لاعبا أساسيا في ان يكون المتصدر في بذل كل الجهود اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار في غزة وإيقاف الظلم الجارف فيها. لن يتراجع الأردن قيادة وشعبا عن بذل كل ما هو ممكن للاستمرار في تزويد شعب غزة بما يلزم من مساعدات إنسانية وغذاء ودواء مهما عبث المخربون. ستبقى فلسطين هي قضيتنا وقضية كل شريف ولن نهدأ حتى يعود الحق لأصحابه.
دور الإعلام الأردني
في خضمّ هذه التحديات، يقع على عاتق الإعلام الوطني مسؤوليةٌ جسيمة. فمن واجبه أن يُؤدّي دوره بمهنية ومسؤولية، وأن يُساهم في نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وتحصينهم ضدّ مخاطر الحرب الرقمية. وعليه أيضا التركيز في توجيه عدسات الكاميرات الى زاويتها الصحيحة وهذه مسؤولية يتحملها كل اعلامي من مراسل في الميدان الى رئيس التحرير في المؤسسة.
احذروا من تحويل البوصلة الى اتجاه اخر، احذروا المندسين ناشري الفتنة، احذروا من الأقلام الرخيصة، نحن جميعا نعيش في مملكة سادها النظام والقانون، ودائما تسعى الى نشر السلام ليس على أرضها وحسب بل على صعيد المنطقة العربية.
تلك الكبوة التي وقعت فيها بعض المؤسسات الإعلامية في اليومين الماضيين لا تغفر وسيأتي يوم ليحاسب من ساعد في نشر الفتنة ولكن نحن لسنا ببعيد، أعيدوا توجيه العدسة الى الزاوية المراد تسليط الضوء عليها وانهاء الصراع ووقف إطلاق النار وإعادة الحياة وتضميد جراح غزة العزة.
الوعي هو السلاح الأقوى
إنّ الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة الحرب الرقمية. ولذلك، يجب علينا كلّ فردٍ من أفراد المجتمع أن نكون مُدركين لمخاطر هذه الحرب الدنيئة، وأن نتحرّى الدقة في تلقي المعلومات ونشرها، ولا نستعجل في نشر الفتنة حتى لا نصبح جزءا منها.
دورنا نحن المواطنين الأردنيين الشرفاء المحبين لهذا الوطن بجميع طوائفه وعقائده وتراثه وارثه مهم جدا حتى نصبح نحن صف الدفاع الأول الداعم لصفوف دفاعه المتقدمة من أجهزة أمنية ومؤسسات، ويجب علينا التحلي بالوعي والمسؤولية في التعامل مع المعلومات، وعدم الانجرار وراء الشائعات الهادفة لنشر الفتنة وزعزعة أمننا واستقرارنا، دعونا جميعا وقبل ان نأخذ أي اجراء او فعل التأكد من صحة الأخبار قبل نشرها أو مشاركتها.
الأردن سيبقى شامخًا
مهما تعاظمت هجمات أعداء الأردن، ومهما اشتدت حدة الحرب الرقمية، فإنّ الأردن سيبقى شامخًا، بفضل وعي شعبه وتماسكه، وحرص قيادته على حماية الوطن والمواطن.
إنّ الأردنَ، بقيادةِ جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثانيِ ابنِ الحسينِ، سيبقى شامخًا في وجهِ كلّ التحدياتِ، وسيُواصلُ مسيرتَهُ نحوَ التقدّمِ والازدهارِ. ولكنْ هذا لا يُمكنُ أنْ يتحقّقَ إلاّ بتعاونِ الجميعِ، من مؤسساتنا الأمنية والمؤسسات الحكومية والمؤسسات المجتمعية ومواطنينَ ومؤسساتٍ إعلاميةٍ، لِمحاربةِ الحربِ الرقميةِ ونشرِ الوعيِ والثقافةِ. فلنُدركَ جميعًا أنّ مسؤوليةَ مستقبلِ الأردنِ تقعُ على عاتقِنا جميعًا، ولنْ نسمحَ لأيّ كانَ أنْ يُهدّدَ أمنَنا واستقرارَنا.