الديمقراطية وأنيابهاد.وليد عبد الهادي العويمر
31-03-2011 03:05 AM
استوقفني وأنا أشاهد قبل أيام مقوله في احد خطابات الرئيس المصري الراحل أنور السادات يقول فيها إن للديمقراطية أنياب. جلست أفكر كثيرا في هذه المقولة وما يجري في عالمنا العربي عموما والأردن خصوصا، وأقول في نفسي لقد مكثت طويلا وأنا اُدرّس الطلبة في الجامعة عن الديمقراطية تاريخها وأنواعها وفوائدها، ولم اقرأ ولم أتطرق (على الرغم قراءتي للكثير من المصادر التي تتحدث عن الديمقراطية) إلى أن للديمقراطية أنياب، ولكنني عندما شاهدت الأحداث الأخيرة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والأردن ، وكيف يمارس المواطنون ديمقراطيتهم في الشارع، أدركت حينها أن للديمقراطية أنياب يجب عليها أن تستخدمها لتدافع عن نفسها، فقد تجاوز الكثيرون من هؤلاء المتظاهرين على الديمقراطية وارتكبوا بإسمها العديد من المخالفات، والتي لا تمت للديمقراطية بأية صلة. إنها تصرفات أقرب ما تكون إلى الغوغاء والفوضى. فإغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية من قبل المتظاهرين، وحرق الإطارات في الشوارع، والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، والانقطاع عن العمل بدعوة التظاهر ومن ثم تعطيل مصالح المواطنين، ومزاحمة أصحاب البسطات في أماكن رزقهم والتي تكون في الأغلب في المناطق الأكثر كثافة للسكان، والتلوث البصري والسمعي والذي يجبر كثير من المواطنين على سماع أصوات ونداءات بمكبرات الصوت، وإجبار الاخرين على مشاهدة الكتابات بكل الألوان، وبكل الخطوط المقروءة وغير المقروءة على اليافطات والأوراق والحيطان والوجوه أحيانا. إن هذا كله اعتداء صارخ على الديمقراطية بكل مكوناتها. فابسط مفاهيم الديمقراطية أن حقي في القول والفعل والتعبير ينتهي عند بداية حقوق الاخرين في القول والفعل والتعبير.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة