ظرف يخدم نتنياهو رغم ازماته!!
كمال زكارنة
28-03-2024 11:49 AM
اكثر ما يخدم نتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية الفاشية المتطرفة، في هذه المرحلة المفصلية والخطيرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،عدم وجود شخصية قيادية سياسية او عسكرية في الكيان الغاصب ،تحظى بتأييد الشارع الاسرائيلي، ويمكنها استقطاب الرأي العام والتأييد الكبير في المجتمع الاسرائيلي،بما يمكنها من الاطاحة بنتنياهو واسقاط حكومته،لتكون تلك الشخصية القيادية المفقودة بديلا له،وكذلك غياب القوى السياسية والحزبية المؤثرة داخل الكيان ،القادرة والمؤهلة لعزل نتيناهو وابعاده عن المشهد السياسي والقيادي وان تحل مكانه.
وهذه المشكلة التي تواجه الداخل الاسرائيلي ، فانها تواجه المجتمع الدولي ايضا،وربما بالتحديد الادارة الامريكية ،التي اذا كان لديها توجها او نوايا حقيقية لاستبدال نتنياهو،فانها تصطدم بعدم وجود البديل القوي المناسب حاليا، وعلى ما يبدو فان امام ادارة بايدن خياران ،هما غانتس وغالانت،لكن كلاهما او احدهما ،حتى الان لم يصعد الى المنصة او السدة التي تؤهله لقيادة الكيان ،الذي يفتقر بشدة الى قادة اقوياء قادرون على تحريك الشارع الاسرائيلي والتأثير عليه،وتوجيهه ،بالقوة التي تضمن ازاحة نتنياهو وحكومته.
هذا الظرف الذي يترسخ فيه ضعف القيادات والقوى السياسية والعسكرية والحزبية في الكيان الغاصب ،واختفائها تماما من المشهد، يخدم نتنياهو كثيرا،ويجعله يتفرد بالقيادة والقرار سياسيا وعسكريا ،ويصعب من عملية التغيير في الكيان ،الا بتدخل امريكي مباشر ،وضغط دولي شامل،يتمثل باصدار قرارات دولية اخرى عبر مجلس الامن الدولي، ضمن الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة،تؤكد على الزام اسرائيل بوقف اطلاق النار فورا في قطاع غزة،واتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل في حال عدم تنفيذ القرارات الدولية،مثل فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية وغيرها،كما حصل ويحصل مع كثير من الدول في العالم،مثل العراق وايران وروسيا وغيرها.
رغم هذه الظروف التي تخدم نتنياهو،الا انه يواجه ازمات خطيرة وعاصفة داخليا وخارجيا،فعلى الصعيد الداخلي ،يواجه ضغطا جماهيريا داخليا هائلا،يطالب عبر تظاهرات ضخمة وحاشدة يوميا،بوقف الحرب وتبادل الاسرى بما يضمن انقاذ ارواح الاسرائيليين المأسورين لدى المقاومة الفلسطينية،وسوف يزداد ويتصاعد هذا الضغط،في قادم الايام ،عندما يتسع ويزداد ويتفاقم حراك امهات الجنود الاسرائيليين القتلى والجرحى في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة،حيث بدأ هذا الحراك يظهر في الشارع الاسرائيلي ويتصاعد وينتشر،الى جانب حراك ذوي الاسرى الاسرائيليين والمتعاطفين معهم.
على الصعيد الدولي ،يجد نتنياهو نفسه في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي ،لكن كل هذا يبقى دون تأثير فعال، ما لم تتخذ الادارة الامريكية مواقف حازمة وصريحة ضد الحرب الاسرائيلية على غزة ،والعمل على وقفها ،خاصة ان نتنياهو لا يقدر ولا يستطيع ان يقوم بأي عمل عسكري ،في اي مكان ،سواء كان في رفح او الضفة الغربية او شمال فلسطين..جنوب لبنان او ضد ايران،الا بموافقة وغطاء امريكي مضمون.