تجنيد الحريديم وأشياء أخرى
محمد سلامه
28-03-2024 12:22 AM
مسودة مشروع قانون تجنيد الحريديم، عمقت الخلافات بين مركبات حكومة الطوارئ الإسرائيلية، ومما يتضح أن نتنياهو السادس يسعى إلى سن قانون إعفاء لهم من الخدمة العسكرية استنادا إلى الاتفاق الموقع مع الكتل الحزبية لهما، ..لكن ثمة أشياء يمكن رؤيتها في في هذا السياق تتمثل في:-
--مسودة الاتفاق وفق التسريبات الإعلامية تتضمن منح طلاب الحريديم فرصة الذهاب إلى المدارس الدينية لغايات اكتمال سن (35)عاما، ومن ثم اعفائهم، وهذا ما دعا يائير لابيد زعيم المعارضة إلى اعتباره وصمة عار أخلاقية، فيما رفض وزير الدفاع يواف جالانت المشاركة في مداولات القانون الجديد، كما رفض بني غانتس وايزنكوت وجنرلات كبار وقيادات وازنة داخل الليكود هذا القانون، كما أن مستشارة الحكومة غالي بهاراف ميارا رفضت التعاطي مع مسودة القانون، مما حدا بنتنياهو السادس إلى تعديله بتجنيد (2500)من طلبة الحريديم كل سنة بما يعني أنه يريد البحث عن مخرج لبقاء ائتلافه المتطرف في الحكم.
الحريديم يشكلون ما نسبته 13,3%من سكان إسرائيل الثالثة، أي أكثر من(1,2)مليون، وهؤلاء ينتمون إلى فرع لاوي من اسباط موسى عليه السلام، ولا يخدمون بالجيش الاسرائيلي كون أن التوراة منحتهم مسؤولية الحفاظ على الهيكل، والحفاظ على نصوص التوراة، ولا علاقة لهم باعطاء الرب الأرض لهم على غرار الاسباط الأخرى(11)سبطا، وبالتالي لا يخدمون بالجندية.
--تمرير قانون الحريديم يحتاج إلى ثلاثة شهور على الأقل ليصبح نافذا، والعلمانيون يرون ضرورة أن تطبق عليهم القوانين الإسرائيلية بالتجنيد كما الآخرين كماأن هناك دعوات لنزع الامتيازات عنهم ، والزامهم بالتجنيد، ولهذا فإن عمق الخلافات بين مكونات ومركبات حكومة نتنياهو السادس عميقة، ولا ننسى تصريح حاخام الحريديم يوسي بأن العيش مع الخنازير افضل من العيش مع العلمانيين الليبراليين اليهود(الاشكيناز وغيرهم).، وبكل الأحوال فإن سموتريتيش وبن غفير وسيمخا روتمان واخرين يراقبون تحركات نتنياهو السادس في تنازلاته تجاه العلمانيين ولا يمكنهما القبول بتجنيد حريدي واحد في الجيش الاسرائيلي، وهذا حتما سيقود إلى تفكك الحكومة الإسرائيلية القائمة، والذهاب إلى انتخابات مبكرة لا يريدها نتنياهو السادس هذا العام.
قانون تجنيد الحريديم، ومأزق الحرب على غزة يمثلان معضلات واشكالات يصعب على نتنياهو السادس تجاوزهما لجهة بقائه في الحكم، وبكل الأحوال فإن الضغط الأمريكي والعزلة الدولية لإسرائيل الثالثة وأصوات كبار الجنرلات في الجيش الاسرائيلي والتراشق الحزبي و..الخ، ربما يعجلان بإجراء انتخابات مبكرة تنتهي بازاحة الحكومة الإسرائيلية الحالية واستبدالها بأخرى أكثر علمانية وتقبل بانصاف حلول لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وغزة معا، وبما يوصل إلى تسوية دولية مقبولة للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود1967م.
الدستور