وزير الدفاع الأمريكي والحديث عن الاخلاق
السفير الدكتور موفق العجلوني
27-03-2024 10:10 PM
جذب انتباهي ما نشرته عمون الغراء يوم امس حول حديث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بداية اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في مقر وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن حماية المدنيين الفلسطينيين من الأذى ضرورة أخلاقية واستراتيجية، واصفا الوضع في غزة بأنه كارثة إنسانية :
The Secretary stressed that the United States and Israel have a moral imperative and a shared strategic interest in safeguarding civilians .
لا اعرف اطلاقاً عن اية اخلاق او حتى المقصود بالضرورة الأخلاقية التي يتحدث عنها وزير الدفاع الأميركي السيد لويد اوستن ، هل بقي هنالك اخلاق في العالم بعد الجرائم التي اقترفتها ولا زالت إسرائيل تقترفها على مرأى و سمع العالم و بالدعم المباشر و الكامل من الولايات المتحدة الأميركية ، و هل نسي وزير الدفاع السيد اوستن الاف المئات من الاطنان من اسلحة الدمار الشامل التي اشرف على ارسالها الى إسرائيل لتدمير الفلسطينيين في قطاع غزة . وهنا يذكرني الوزير اوستن بقول الشاعر أحمد شوقي:
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ * فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
فهل المخاطب نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت يعرف معنى الاخلاق والتي هي أساس قوة الأمم والشعوب وسّر تقدمها وبقائها.
اين يكمن معنى الاخلاق بالنسبة للوزير الأميركي ونظيره الإسرائيلي اذا توقفنا عند حديت الوزير اوستن الموجه للوزير غالانت التالي:
• عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية، وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية.
• "غزة تعاني كارثة إنسانية.
لا افهم على الاطلاق ما معنى ان هذا الاجتماع يأتي بسبب تراجع العلاقات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أدنى مستوى لها خلال الحرب...!!!
و يأتي أيضاِ بعد أن ألغى نتنياهو ، زيارة منفصلة إلى واشنطن لاثنين من كبار مساعديه اللذين كان من المقرر أن يستمعا إلى أفكار أميركية بشأن بدائل تتعلق بالعمليات....!!!
اية أفكار أميركية بشأن بدائل تتعلق بالعمليات ...!!! باستثناء إطالة امد الحرب، ما هذه المسرحية الهزلية التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية باستثناء التوسع في سيناريو القتل والتدمير واجتياح رفح لتكملة الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة والحاق مليونين ونصف فلسطيني الى عشرات الالاف من الضحايا و مئات الالاف من الجرحى والمصابين .
ما هذه المهزلة والضحك على الذقون والادعاء بأن علاقات نتنياهو ببايدن قد انهارت بسبب قرار واشنطن عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي الذي يسعى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وما هو انعكاس هذا الانهيار على وقف إطلاق النار. هل نسينا موقف الولايات المتحدة في مجلس الامن والفيتو ١+٢ ضد وقف إطلاق النار ...!!!
كفى كفى كفى ... كذب والاعيب رخيصة ومشاعر إنسانية واهية، والة القتل المجرمة اسرائيلياً وامريكياً تمعن في قتل وتدمير قطاع غزة من البشر والحجر. ونحن في عالمنا العربي نعتز بعلاقاتنا وتحالفنا ومصالحنا المشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية. وبكل اسف، ان ما جري ويجري في قطاع غزة وفلسطين هي عملية شراء الوقت للإجهاض على اية جهود عربية او دولية لوقف إطلاق النار وادخال المعونات والمساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.
كل هذه الادعاءات من وجود ضغوطات أميركية على نتنياهو وإسرائيل لوقف إطلاق النار ووقف المذابح والمجازر الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية هي ادعاءات واهية وهي وسيلة لمنح نتنياهو اليد الطولى لمزيد من القتل والدمار بالسلاح الأميركي.
وأخيراً أقول للسيد اوستن "شقيق الرئيس نيلسون مانديلا بالدم "...!!!، رحمه الله و أسكنه فسيح جناته " والى حلفائنا و أصدقائنا، تذكروا الموقف الأخلاقي لجنوب افريقيا من قطاع غزة، و بنفس الوقت ، ارجو الرجوع الى قول الشاعر احمد شوقي:
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ * فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
*مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me