غزة صفعت العالم وعرت الوجه الامريكي والغربي ولكمت الخد الانساني وهزت الشارب العربي والذقن الاسلامي وكسرت الانف الاسرائيلي وانبت الضمير البشري لطالما دفن في رمالها قوانين وشرائع اممية سوقتها للعالم دول المثليين ومجتمعات المومسين وبلدان المخنثين دعاة الديموقراطية ورعاة الكراهية والعنصرية والابادة البشرية
هؤلاء الذين كذبوا على العالم عامة والعرب خاصة بقوانين حقوق الانسان والرفق بالحيوان وحماية الكلاب وتحريم ركوب الدواب ولم يحرموا دم اطفال غزة وقتل الفلسطينيين في جريمة ترتكبها اليوم عصابات الصهاينة لم يشهد لها هذا القرن مثيل ٠
نعم غزة بداية عهد جديد من الغزو والاستبداد والاستعباد الامريكي ودول الغرب والحرب على العرب والمسلمين وعلى مرأى من العالم راحت تلك الدول تمد عصابات نتنياهو سفاح القرن بالسلاح والدعم السياسي والاسناد العسكري ضد ثلة من المقاومين الفلسطينيين الذين امعنت إسرائيل بقتلهم وحصارهم واستيطان ارضهم بمشاركة من القريب والغريب والجار والصديق وقاطع الطريق ٠
غزة علمت اجيال العالم والعرب والمسلمين درسا في الحياة لم يألفوه من قبل ولم تتح لهم انشغالاتهم بالانترنت وحضارة الزيف والتاريخ المزور وتكنولوجيا الذكاءالاصطناعي الفرصة لمعرفة الوجه الحقيقي للعدالة الدولية المزدوجة وانعدام الضمير الامريكي والغربي والاوروبي ووحشية إسرائيل وتخاذل العرب وهشاشة ثقلهم في الموازين الدولية وكذلك وهن العالم الاسلامي وقد ادارت لهم إسرائيل ظهرها واستباحت دم ابناء جلدتهم واهل ملتهم ٠
نعم غزة عرت العالم وكشفت عورة العدالة الدولية وفضحت سترها وموازينها ومكاييلها التي ترجح فيها كفة الجبابرة والاقوياء فلا كيل لشعوب باسرها لطالما خف وزنها وقل كيلها ومثلها امة العرب والمسلمين ٠
غزة كشفت للاجيال العربية الناشئة والشابة ان ترى امريكا وحلفائها الغرب والاوروبيين انهم دعاة حرب عليهم لا سلام وان الحقد والكراهية عقيدة وفكر سياسي عند قادتها وساستها وقد رأى العالم بام عينه وعلى مسامعه تصريحات بايدن ومسؤولي البيت الابيض وكذلك الساسة البريطانيين والفرنسيين والالمان والغربان والجردان الصهاينة ومن ولاهم وحالفهم بتبرير اجرام اليهود انه حق مشروع للدفاع عن استعمارهم واحتلالهم لفلسطين واستباحتهم المحرمات والمقدسات وسفك الدم الفلسطيني ٠
نعم غزة ستغير مفردات التاريخ السياسي القادم ومصطلحاته التي خدعنا فيها لاكثر من ٧٥ عاما فلن تعد اسرائيل التي لاتقهر ولا كيانها الذي لايتقهقر ولن يمحى من الذهن العربي هزيمتها في غزوة الطوفان ونكسة جيشها الذي جر من دباباته كالخرفان وفر من خصونه كالجرذان