جيراننا يراقبوننا .. مكنوا الأبواب
مجيد عصفور
30-03-2011 03:30 PM
عام 1967 قدم العرب اثمن هدية لاسرائيل , عندما تحرشوا بها وهم غير مستعدين للحرب, لتنتهز اسرائيل الفرصة وتحتل سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس بسهولة وسرعة لم يعرف التاريخ مثلها حتى الآن.
واذا كانت اسرائيل قد انسحبت بشروط من سيناء, ويمكن ولو من قبيل الافتراض ان تنسحب من الجولان بشروط ايضا, فان مجرد الاعتقاد بامكانية الانسحاب من الضفة الغربية وهم لا يصدقه الا من كبرت اجسامهم ولم تكبر عقولهم, اما القدس فلا الذين برؤوسهم عقول ولا غيرهم يمكن ان يتخيلوا للحظة امكانية تخلي اسرائيل عنها .
وبالنظر للاهمية التاريخية والجغرافية فان الصراع من وجهة نظر العدو الاسرائيلي لم ينته باحتلال الضفة الغربية والقدس التي تقاس الارض فيهما بالمتر وكسور المتر بينما في سيناء والجولان بالكيلومترات , بل في دفع السكان اصحاب الارض الى مكان آخر يقيمون فيه دولتهم وعينهم على الاردن دائماً.
ففي عام 1970 عندما كادت الفتنة بين ابناء الشعب الواحد , لا سامح الله من اشعلها , ان تزيل الاردن من الوجود , سارع اريل شارون الى غولدا مائير رئيسة وزراء العدو الاسرائيلي في ذلك الوقت واقترح عليها ان تقدم اسرائيل دعما عسكريا لياسر عرفات, وتساعده على الاستيلاء على حكم الاردن , ومن ثم اقناع العالم الذي لا يحتاج الى اقناع بالاعتراف بالنظام الجديد الذي سيصبح تلقائيا الوطن البديل رغماً عن العرب او برضاهم.
رفضت غولدا مائير الاقتراح , الذي كان يشكل من وجهة نظر شارون اللحظة التاريخية المناسبة لانهاء القضية الفلسطينية الى الابد .
ان اسرائيل تنتظر الوقت المناسب لتنفيذ مخططها الخاص بانهاء القضية الفلسطينية وبالنسبة لها يشكل الضعف والاقتتال العربي العربي قوة اضافية ومجانية تساعدها في تنفيذ هذا المخطط .
من هنا يجب ان نكون نحن الاردنيين جميعاً من كل الاتجاهات الجغرافية والسياسية الاكثر حذراً وتنبهاً لنوايا اسرائيل بهذا الشأن الذي يعني بالنسبة لنا مسألة حياة او موت واذا كان الحذر والانتباه ضروريين فان ترجمتهما تكون بسد الثغرات ورص الصفوف والتمسك بالوحدة الوطنية وعدم السماح لاي كان باحداث شرخ في الجدار ينفذ منه العدو الذي لا نطمئن اليه, ويجب ان لا نطمئن اليه لا قبل المعاهدة ولا بعدها لانه يثبت كل يوم عدم احترامه لاي عهد كما هو سلوكه على مدى التاريخ .
واذا كانت ظروف زعزعة الامن والسلم الاهلي وتفشي الفتنة والفوضى عام 1970 قد اغرت شارون بالتدخل لانهاء القضية الفلسطينية على حساب الاردن , فاننا باعادة تمثيل المشهد السبعيني نغري خلفاءه وليبرمان والداد وغيرهم من غلاة الصهيانة باعادة طرح اقتراحه وانتظار اللحظة المناسبة مجدداً.
ان ما نفعله اليوم من اضعاف لبنية وطننا باسلوب يبعد الاصلاح ويعمق الفتنة , يضع بلدنا في عين الخطر من قبل عدونا الذي يرقب باهتمام ما يجري داخل وطننا, في وقت يغرق فيه العرب من حولنا بالفوضى والضعف ما يشجعه اكثر على الاعتداء علينا, فلا احد في هذه الظروف يستطيع مساعدة احد مما يسهل على العدو تنفيذ مخططه المميت .
ان الدعوة للاصلاح والمطالبة به لا تقتصر على فريق دون آخر ويجب ان لا تقودنا اختلافاتنا في وجهات النظر في هذا الشأن الى تخوين بعضنا البعض, لاننا في النتيجة نخسر انفسنا ونخسر وطننا , ونندم كما نندم بعد كل جهالة نقترفها بحق بلدنا ومستقبلنا.
فهل نتعظ ونكف عن تعريض بلدنا للخطر مرة اخرى؟
(الرأي)