قرار 2728 للتنفيذ ام للرف!!
كمال زكارنة
26-03-2024 11:45 AM
بعد ستة اشهر الا تسعة ايام، على اشرس واعنف واكثر حرب دموية ووحشية اسرائيلية على قطاع غزة،لم يشهد لها العالم ،مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية،وما تزال مستمرة ،وتجاوز عدد ضحاياها مئة وثلاثين الفا بين شهيد وجريح ومفقود ،ومليوني نازح،اضافة الى الدمار والخراب الهائل لكل شيء على الارض،يتمكن المجتمع الدولي من خلال مجلس الامن الدولي ان يصدر قرارا خجولا بوقف الحرب فورا.
يصدر القرار في ظل مواصلة اسرائيل لحرب ابادة جماعية شاملة لا تبقي ولا تذر ،الغالبية العظمى من ضحاياها نساء واطفال ،وسحق كل مقومات واسباب الحياة في قطاع غزة ،وجعل القطاع ارضا محروقة غير قابلة للحياة،بعد ان تكرمت الولايات المتحدة الامريكية وافرجت عن قرار يطالب بوقف فوري للحرب ،اضافة الى بنود اخرى.
طيلة شهور الحرب الماضية ،فرضت الولايات المتحدة طوقا محكما على مجلس الامن الدولي ،وواوصدت كل الابواب واغلقت كل النوافذ ومنعت اتخاذ اي قرار يشير الى وقف الحرب،باستخدام حق النقض الفيتو خمس مرات على الاقل.
قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر امس، بموافقة اربعة عشر عضوا وامتناع امريكا عن التصويت ،رغم ضعفه وعدم تمتعه بالزام اسرائيل بالتنفيذ ،وفقدان العوامل الاجبارية لتنفيذه دوليا ،لانه جاء ضمن الفصل السادس وليس السابع من ميثاق الامم المتحدة،بطلب امريكي حتى لا تستخدم الفيتو ضد القرار ،وتكتفي بالامتناع عن التصويت ،يعتبر ايجابيا بالمجمل،فهو اول قرار دولي صادر عن مجلس الامن ،بخصوص العدوان الاسرائيلي الاجرامي على قطاع غزة،يدعو لوقف هذا العدوان،ويكسر الطوق الفولاذي المفروض امريكيا ،على الحلول السياسية والدبلوماسية للحرب ، وليشكل اختراقا سياسيا لأول مرة لهذا الطوق ،ويمنح الفرصة للبناء على هذا القرار وتطويره وتعزيزه بقرارات اخرى اكثر شمولا ووضوحا والزاما للمعتدي الاسرائيلي ،وصولا الى وقف دائم للعدوان على قطاع غزة.
ويفتح القرار الافق امام المجتمع الدولي، ليأخذ دوره من خلال مجلس الامن الدولي ،في البحث عن حلول سياسية ملزمة للاحتلال الاسرائيلي قد تجبره على وقف عدوانه بشكل دائم،ويضع كيان الاحتلال في مواجهة مباشرة مع دول العالم.
افتقار القرار للادوات التنفيذية ،واعتماده على الحض والدعوة لوقف الحرب ،يجعله ضعيفا جدا،لكنه يتيح المجال لدول العالم لاتخاذ اجراءات عقابية ضد الاحتلال الاسرائيلي اذا ارادت،في حال اصر على رفض التنفيذ.
كل المؤشرات وردود الفعل التي صدرت بعد اصدار القرار،تدل على ان حكومة الاحتلال لن تنفذ حرفا واحدا منه،وسيجد مكانه المناسب على الرف،الى جوار مئات القرارات التي اتخذت على مدى ستة وسبعين عاما مضت بشأن القضية الفلسطينية ،ولم ينفذ منها قرارا واحدا ،لاجزئيا ولا كليا،بفضل الراعي المخلص والوفي للاحتلال الولايات المتحدة الامريكية.
ايجابية القرار انه كسر الجليد الذي احاط بجهود وعمل وصلاحيات مجلس الامن الدولي بضغط امريكي،منذ بدء الحرب في السابع من اكتوبر الماضي وحتى يوم امس .
المجتمع الدولي مطالب بالعمل على تنفيذ القرار ،واصدار قرارات اخرى اكثر قوة وحزما،ضد الاحتلال ،وتنفيذ القرارات المكدسة على رفوف مجلس الامن الدولي الخاصة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة.