"الأردن ولد في النار ولكنه لا ولن يحترق الأردن وجد ليبقى" هي كلمات الشهيد وصفي التل رحمه الله تعالى لعلها أبلغ رد على كل ناطق ناعق ،يخرج علينا من اوكار الغدر الصهيونية، لينشر صورة هنا او خريطة هناك يحاول المساس بسيادة الدولة الاردنية واستقلالها ، تصريحات لا تصدر الا عن غر من الاغرار في عصابة الاشرار الصهيونية ، الجاثمة على صدر وطننا العربي المدعومة من قوى الاستعمار التي زرعتها في قلب هذه الأمة ككيان وظيفي يخدم مصلحتها بأن يحاول منع نبضها ويشل حركتها ويعيق وحدتها وفرص نهضتها، وبالرغم من مرور اكثر من ٧٥ سنة من الاحتلال والأفعال الوحشية والتنكيل وإثارة الفتن و الحروب، لم يستطع هذا الكيان ان يقيم لنفسه دولة بمعنى دولة ذات كيان سياسي مستقل يحكمها دستور واضح المعالم ببنود تعطي له الشرعية والصبغة القانونية ، بل احتكم إلى ما يؤمن به من أساطير الأخيرين في الأولين، ليعيش داخل قوقعة أمنية مرعوبة تحت رعاية امبريالية استعمارية ، كرضيع مجهول في حضانة اصطناعية يقتات على الترهيب ونشر الأوهام والاضغاث والاحلام التوسيعية التي ما انفكت يوما دون ذكر الأردن في اجندتها البائدة الدالة على الارتجاف والتردد من التعامل والتعايش مع محيطها الجغرافي والديمغرافي بعقلية سوية ومنطق الإنسانية واحترام السيادة الوطنية لدول الجوار وإن ترتدع عن الاستمرار في ممارسة الانتهاكات اللأخلاقية واللانسانية، والتصريحات العبثية العدوانية الصادرة من بعضم جهلة السياسة فيهم المتشبعين والمتشبثين بالرواية التوراتية المحرفة المتطرفة ، التي جعلتهم يظنوا ان اليوم لهم ، لنرد عليهم فغدا لا لن يكون وهذه قناعة مبنية عن فلسفة وفكر ومنطق وليست عاطفة شعبوية او دينية ، الا وهي ان هذا الاحتلال إلى زوال لا محال ، بعد ان تختلط القطبية ويعاد تشكيل التحالفات وتتهيأ الأحوال إلى ما يرجع الأمور إلى نصابها وتوازنها في المنطقة.

ولسوف يبقى الأردن العظيم اكبر مكانة واطول تاريخا من عمر هذا الكيان الصهيوني المتطرف العابر للصفحات ، فاقد الأهلية والصلاحيات التي تؤهله بأن يكون سيد نفسه وقراره.

الأردن الذي لن يكون ضمن اي حسابات الا وفق حساباته وما تقتضيه مصلحته الوطنية وما يخدم قضيته المركزية القضية الفلسطنية التي لن يحيد بثوابته عنها واتجاهها، وسنكون شعبه وجنده ، أمناء جبهته الداخلية حراس وحدته الوطنية، بقيادته الهاشمية الحكيمة الواجه الصلبة في وجه ذلك الكيان الصهيوني ومشاريعه الاستيطانية العنصرية .