تعرضت موسكو لهجوم ارهابي اودى بحياة ما يزيد عن 140 قتيل وجرح عدد اكبر من قبل عدد من الارهابيين , هذة العملية تتوفر لها جميع مواصفات العمل الارهابي ويجب ان تدان من قبل الجميع كونها موجهة ضد مدنيين وبهدف سياسي , لكن السؤال الرئيس من يقف خلف هذا الهجوم ؟
منظمة داعش اعلنت مسؤوليتها عن الحادث والولايات المتحدة تقف مع ان داعش هي المسؤولة عن الحادث وتربطها بالعلاقة المتوترة بين روسيا ومسلمي الشيشان ومشاركة روسيا في الحملة مع الرئيس السوري بشار الاسد ومع تحذيرها للسلطات الروسية من حادث ارهابي وشيك .
بوتين ضابط الكي جي السابق والرئيس القوي يربط الحادث في اوكرانيا ولا بد ان لديه ما يستند عليه في هذا الادعاء وخاصة بان الارهابيين قد دبروا خطة للهروب عبر منفذ حدودي الى اوكرانيا وهذا ما يثير الشك والريبة.
لو افترضنا تورط اجهزة غربية او اوكرانية في الحادث فان الدافع الرئيسي هو اضعاف بوتين في توقيت حساس واظهار عدم قدرته على تامين الامن للمواطنين الروس الذين في عقد في غير مكتوب قد تغاضوا عن حرياتهم مقابل تامينهم بالامن واستعادة امجاد الامبراطورية القيصرية وسمعة روسيا.
من الناحية العسكرية فان هذة العملية ستسبب اختلال في التوازن لدى القرار العسكري والسياسي في روسيا بين الثار في سوريا او افغانستان حيث المعقل للجماعة وبين العمليات الناجحة التي يخوضها حاليا في اوكرانيا وفقدان الدعم الغربي لاوكرانيا بسبب حرب غزة وايضا تعزيز ثقة المواطن الروسي بالولايات المتحدة كونها قدمت تحذير معين للعملية قبل فترة قصيرة.
في نهاية الامر فان التحذير الامريكي لم يكن دقيقا وخاصة ان روسيا هي خمس الكرة الارضية وايضا ان وجود مسلمين منفذين لا يمكن ان يجعل داعش هي المنفذة فالعملية هي عبارة عن اتصال تلفوني او الكتروني مع اشخاص بحالة مادية سيئة ولديهم ميول للعنف وقد يكون لديهم ادمان على المخدرات واغراؤهم بالمبلغ المالي المدفوع لهم ووعدهم بخطة هروب مناسبة وكذللك الامر فان المنظمات في الاغلب تعلن مسؤوليتها عن اي عملية تنفذ حتى لو لم تنفذها لاسباب كثيرة منها سمعة مجانية قد حصلت عليها بدون مقابل حقيقي.
*خبير في الدراسات الأمنية