رسائلكم وصلت عودوا للحوار
نبيل غيشان
30-03-2011 03:25 AM
باستقبال جلالة الملك عبدالله الثاني لرئيس واعضاء لجنة الحوار الوطني امس تكون الامور قد وضحت واصبح كل شيء فوق الطاولة والاوضاع عادت الى نصابها الحقيقي, فقد تحاور جلالته مع اعضاء اللجنة مؤكدا انهم اضاعوا الكثير من الوقت ووضع امامهم كلاما واضحا لا لبس فيه "انا مرجعيتكم وانا ضمانتكم واقبل بكل مخرجات اللجنة المتوافق عليها".
هذه الرسالة الملكية في غاية الاهمية,يجب ان تنهي اي "زعل اوعتب او توتر" بما فيها الاثار السلبية لحادث دوار الداخلية الذي حاول بعض اعضاء اللجنة امس التمترس خلفه فكان موقف جلالته "لا عودة الى الوراء, اتركوا ما حدث خلفكم تطلعوا الى الامام".
وكان رئيس الوزراء معروف البخيت قد اصدر اول امس بيانا مهما حول الاحداث ادان فيه كل ممارسات حمل السلاح والتصدي للمسيرات السلمية واعتبرها مرفوضة, وبيان البخيت حمل بين سطوره صيغة "اعتذار مبطن" وتعهد بعدم السماح بكل المخالفات التي وقعت على دوار الداخلية وفي اي مكان, مؤكدا انه اوعز الى اجهزة الامن والحكام الاداريين "التصدي وبحزم لكل من يعبث بالقانون ويهدد سلامة المواطنين على اختلاف ارائهم وتوجهاتهم وضمان حقهم بالتعبير بالوسائل السلمية".
هذا كلام عاقل ويجب ان يؤخذ بحسن النية بعيدا عن الحقد وتصفية الحسابات فكثيرون اخطأوا وتجاوزوا الحدود, لكن لا مجال الان"للتلاوم" نريد من الجميع ان يلتحموا في ورشة الاصلاح الوطني من اجل الحصول على نتائج حقيقية تصب في مصلحة الاردن والاردنيين, بما فيه مكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين وتجديد شباب الدولة واعطاؤها جرعة جديدة من الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان.
لقد انتهت عمليات الشد والاستقواء والحوار في الشوارع بين القوى المختلفة, فالمعارضة والحركة الاسلامية والقوى الاجتماعية الجديدة ارسلت ما يكفي من الرسائل شديدة اللهجة ومارس كل طرف ما استطاع من الضغوط من اجل تحصيل حد ادنى من المطالب الاصلاحية وفي المقابل مارست الحكومة احتواء ناعما للمطالب في الشوارع طوال اسابيع لكنها ختمت مواقفها برسالة خشنة وسيئة في دوار الداخلية انتهت بتشويه صورة الاردن الزاهية, وكذلك لم توفر القوى الصامتة فنفست احتقانها واوصلت رسالتها.
اذا كل الاطراف مارست ضغوطا وارسلت رسائل تهديد وترغيب وانتهت الامور وكل طرف فهم ما جاءه من الطرف الاخر والان لا بد من العودة الى الحكمة والعقل والمنطق من كافة الاطراف و"التشمير عن الذرعان" من اجل العمل.
جلالة الملك فرد مظلته فوق الجميع وهي المظلة والمرجعية التي طالبنا فيها جميعا منذ البداية, احزابا ونقابات وعشائر ومؤسسات مجتمع مدني وافرادا والحكومة اعطت الضمانات بحسن التنفيذ وهي رسائل لاقت الاستحسان الشعبي والحزبي, فعودوا الى طاولة الحوار التي تتسع للجميع.
nghishano@yahoo.com
العرب اليوم