المتابع والراصد لحركة شباب 24 آذار وما يصدر عنها من بلاغات ودعوات وبيانات يدفعه الفضول لمعرفة من يكتب هذه البيانات والدعوات والبلاغات لحث ابناء المجتمع الأردني وخاصة الشباب للمشاركة في المظاهرات والاعتصامات التي ينفذونها ويدغدون عواطفهم ويلعبون في عقولهم من خلال انتقاء واقحام كلمات ومفردات وعبارات في مضامين بياناتهم بهدف شحنهم ودفعهم للمشاركة فيها . ولا ادري ما هو السر او اللغز والذي لا يحتاج من القاريء الى جهد كبير لفك شيفراته ويسأل السؤال الذي يجول في خاطري وسأترك الجواب والتعقيب على الجواب من يكتب البيانات ويرسلها للمواقع الالكترونية ؟!

بعد فض الاعتصام الذي اعلنته حركة شباب 24 آذار يوم الجمعة وشارك به عدد من الفعاليات والحركات الشبابية الحديثة التأسيس مجهولة الاعضاء واحزاب سياسية منها حزب جبهة العمل الاسلامي، وابين موقفي المعارض والاختلاف الشديد مع كل من اشرف على طريقة فض هذا الاعتصام والتي كان من الممكن اللجوء الى طرق اكثر حكمة ومنطقية في التعامل مع الشباب بروح الشباب لفض هذا الاعتصام ، وسابتعد عن الخوض في تفاصيل ما جرى والشعارات والهتافات التي انطلقت من حناجر بعض المعتصمين والتي كشفت للمواطن الاردني زيف الشعارات التي كانت تحث الشباب وتدفعهم للحضور لدوار الداخلية للمشاركة وخاصة اقحام دوائر ومؤسسات وقيادات في شعاراتهم وهتافاتهم واشير الى الشعارات التي تناولت دائرة المخابرات العامة والتي يتفق الاردنيين على اختلاف امزجتهم على احترام هذه الدائرة وما تقدمه من جهد امني في حفظ الوطن ومقدراته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكريه ودورها الطليعي الذي حمى الوطن منذ تاسيسه ، ولكن ما نشر وما صورته الفضائيات ونقلته للعالم عن صورة اساء للمشهد الاردني الذي انطلقت منه رسالة عمان بمضامينها النموذجية في نبذ العنف والغلو والتطرف والقتل والاعتداء ، ولكن سؤال حيرني وجال في خاطري وسوف يجول في خاطركم ، بعد فض الاعتصام تصدر التصريحات الاعلامية وعقد المؤتمرات الصحفية والتصريحات عبر الفضائيات كل من مح حفظ الالقاب والمكانة السادة " موفق محادين ، فراس المحادين، عبد الله المحادين " ، كمواطن اردني يحق لي التساؤل لماذ هؤلاء الثلاثة " المحادين " تصدروا الموقف ؟! لا اعرف ما العلاقة الاجتماعية او الحزبية او التنظيمية التي تجمع بينهم ، وهل هي لعبة تبادل الادوار او تقسيم الادوار الذي يجمع بين هؤلاء وخاصة انهم من نفس العائلة ، وظهور السيد موفق محادين مباشرة بعد فض الاعتصام على فضائية المنار في مقابلة مباشرة من الاردن وتحدث عن القتل والضرب والبلطجة ، والسيد فراس المحادين ترأس المؤتمر الصحفي الذي عقد في مجمع النقابات المهنية يوم 26 اذار وعرف عليه بانه متحدث بأسم المجموعة 24 آذار ، والغريب والمستغرب والمستهجن ان السيد فراس المحادين جاء للمؤتمر الصحفي محاطا بمجوعة من الشباب الحراس الشخصيين له وخرج بحراستهم ، اما المتحدث الثالث فقد كان السيد عبد الله المحادين والذي استضافته قناة الحقيقة الدولية بصفته احد الناطقين باسم حركة 24 آذار وتحدث عن طريقة فض قوات الدرك لفض الاعتصام " .
اعود لمقدمة المقال واسأل من يكتب البيانات والبلاغات للشباب بهذه الطريقة، ولماذا اختارت القنوات الفضائية هؤلاء للتحدث عن فض الاعتصام ؟ واضع بين يدي القراء الافاضل الدعوة التي وجهتها حركة شباب 24 اذار مساء يوم الثلاثاء اي قبل الاعتصام بيومين وساترك لكم الوقوف عند النكران والجحود وعدم احترام جهد وانجازات وكد وتعب وتضحية الاجداد والاباء في خدمة الوطن واعماره لبنه لبنه ومدماكا مدماكا وطوبة طوبة ، فالبيان للاسف الشديد والذي نشرته الوكالات الالكترونية ومواقع الفيس بوك المتعددة يبشرنا باننا على على دوار الداخلية سنكون موعد لصناعة التاريخ ، والتشوق للحرية ، وبدولة مدنية لا امنية ، وبمطالب وصفوها شرعية لا تحتمل التأجيل ، اترك لكم البيان لقرائته ووضع علامات التعجب والفواصل المنقوطة والمشروطه في مضمونه للحكم على منطلقات حركة 24 اذار والتي ما ان وصلت الى دوار الداخلية حتى اختلفت المطالب والشروط ورفض الحوار والبدء بنصب الخيام والتحضير لايام قادمه ساعات طويلة ومستشفيات ميدانية على دوار الداخلية واليكم ما ورد في بيان دعوة 24 اذار كما نشرته الوكالات والمواقع الالكرتونية: " بكل الشوق الى الحرية ،تلكم القيمة الانسانية التي لا تقدر بثمن والتي ترخص دونها الارواح والاموال ترنو اعيوننا الى الساعة الثانية عشرة ظهر الخميس ،ليبدأ من دوار الداخلية صنع التغيير الذي يحلم به شباب الاردن "دولة مدنية لا امنية".لن تثنينا حملات التحريض والتشكيك والترهيب،ماضون و عزمنا لا يفت فيه الحديد ،ارادتنا صلبة صلابة الحق الذي ننشده ،لسنا اغرارا لتلفتنا عن هدفنا السامي محاولات اعداء الحرية وذيولهم ولا كذلك اقاويل المرجفين .
ايها الاردنيون الاحرار
اعتصامنا سلمي حضاري يحمل قيماً سامية (الكرامة والحرية والديموقراطية) ومطالبنا شرعية لا تحتمل التأجيل ،سنواجه العنف والبلطجة والملاحقات والتهديد بقوة الحرية،سنتصدى للتسويف والمماطلة ومحاولات استغفال الاردنيين من خلال التضحية بوقتنا وجهدنا ومصالحنا الذاتية من اجل عيون الاردنيين الذين يستحقون منظومة حكم رشيد.
ايها الشباب النشامى
انتم على موعد لصناعة التاريخ،ستثبتون انكم الرجال المؤهلون لرسم مستقبل الاردن الزاهر واحة الديمقراطية الحقيقية .لم يتغير شيء ، الموعد هو الموعد (12 ظهر الخميس) والمكان هو المكان (دوار الداخلية) والفعالية اعتصام مفتوح ،لن ينفض دون تحقيق اهدافه ،لقد اختاروا ان يصموا اذانهم وقد اخترنا ان نسمعهم صوتنا والايام بيننا وستختبرون صبرنا.

وبعد ،،، هذا هو البيان والدعوة التي وجهة للشباب الأردني للمشاركة في الاعتصام ، والاسئلة التي تطرح نفسها لهؤلاء الشباب الذي لا ننتقص من اي جهد لهم او مبادرة ايجابية لاعمار الوطن وخدمته بطريقه غير فوضوية ومدروسة وحكيمه ، هل كان هؤلاء يتابعون حرص جلالة الملك عبد الله الثاني امد الله في عمره وهو يوجه الحكومه ويطالبها بالسير وبسرعه بعملية الاصلاح ، وقبل يوم واحد من اعتصام الداخلية هل قرأ هؤلاء رسالة جلالة الملك الى رئيس الوزراء وهو يطالب بالسرعة في الانجاز والعمل ، والطلب من الحكومه برفع الغطاء الامني عن الجامعات ، وهل تابع هؤلاء اجراءات الحكومه فيما يتعلق في نقابة المعلمين ، وفيما يتعلق في متابعة قضايا الفساد ،هل فقد هؤلاء الشباب الثقة في مؤسساتهم؟ وانهم هم الاقدر والاجدر على صناعة المستقبل ؟ وهم لم يعلنوا برنامج واحد لخدمة الوطن ، او الاعلان عن اسم فاسد لتحويله لدائرة مكافحة الفساد ؟! وعند الحديث عن الحكومه ارجو ان يعرف الجميع باني اختلف قلبا وقالبا مع اجراءات هذه الحكومه او من سبقها من حكومات في مواضيع تتلعق في الهم الاردني وخاصة قضايا البطالة والفقر وعدم العدالة والمساواه بين الاردنيين في مواضيع كثيرة ومتعدده لا داعي للخوض فيها ؟ لانني سبق ان كتبت مقالات متعدده في " عمون " عن الفساد الاداري في الاردن والذي وصل نخره الى العظم ، ورائحتة اصبحت تزكم الانوف ،والمواطن الاردني قرف وهو يتابع كيف ان الوزير يعين سفير ، والسفير يعود وزير ، والعين يذهب وزير ، والوزير رئيس جامعة ، ورئيس الجامعة وزير ، والمدير يصبح وزير، وابن الوزير وزير، وابن الفقير عاطل عن العمل ، والمناصب الحكومية توزع على طريقة " حكلي بحكلك " ، وهذا في ظل بلد يعاني من وجود بطالة حملة شهادات الدكتوراه ، وهذا ادى الى وجود طبقة من المجتمع مؤهلة ومدربة وخبيرة ومغيبة وصامته عن المشاركة بسبب الاحباط مما ولد التذمر والنفور وعدم الرضا عن الحكومه واجراءاتها ، وهناك طبقات صامته من المتعلمين تنظر بعين الاسى والحزن على القرارات الحكومية التي توزع المناصب على من لا يستحقها ، لقد قرف الاردنيون هذا الفساد الاداري الذي مهد وزرع بذور الفساد المالي . نتفق معكم في بعض المطالب وخاصة الاصلاحية في المجالات التنموية ولا نختلف الا باختيار الامكنة الحيوية للاعتصامات والسماح للمتسللين للدخول بينكم وسحب البساط من تحت مطالبكم المشروعه التي يتفق ابناء المجتمع على ضرور اصلاحها.
مسك الكلام ،،، ثلاث شهور والاعتصامات والمظاهرات في هذا الوطن تطالب بالاصلاح ، ونحن مع الاصلاح ولا ننتقص جهد اي مواطن شريف يطالب في الاصلاح واعمار الوطن ويرفع علم الاردن بصفاء النية وعدم الاختباء تحت مظلة العلم الاردني او حمل صور قائد الوطن ، والسلوك الفعلي الظاهر للعيان منهم يعرقل مسيرة الوطن ، يا فرسان التغيير ، يا شباب الوطن اينما كنتم ، لا تنزلقوا خلف البيانات الكاذبة والوعود الرنانة ، انتم نشامى الوطن ودرع تقدمه، لا تمنحوا المجال لغيركم ليتصدر الفضائيات ويتحدث باسمكم ، الوطن اكبر من انتخابات نيابية او بلدية او احزاب سياسية او كراسي وصور وملثمين يظهرون عبر الفضائيات ليلوثوا صورة الوطن، كونوا العين الساهرة المنجزة والمتعلمه والمخترعة في مختلف الميادين اللعلمية والتنموية. نعود لعنوان المقال ونوجه كلامنا لمن يكتب البيانات المشحونه والمحرضة على الوطن وانجازاته ونقول : كفانا مسيرات واعتصامات ولنتق الله في هذا الوطن الاغلى والاروع والانقى والارقى ، ولنتمسك بانجازات الماضي والاعداد للمستقبل والحفاظ على الوحدة الوطنية النموذجية بين ابناء الوطن ؟ ولنتذكر بأن من يرعى ويشرف على الأصلاح هو جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والذي هو موضع اعتزازنا وتقديرنا ، ولنتسلح بلغة الحوار الايجابي البناء لخدمة الوطن ، ولا نحتكر الرأي ونغلبه على الرأي الآخر ، ولننتظر لجنة الحوار الوطني للدور المهم جدا الذي ستقوم به للانتقال بالأردن إلى مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح والتحديث والتطوير، من خلال الحوار والبحث بين هذه النخبة من اعضاء اللجنة . لننتظر وبعدها نحكم على جدية العمل والاصلاح .

اكاديمي،،، تخصص علم اجتماع
ohok1960@yahoo.com